هل بالفعل عادة ما نحتاج لأن نفهم أنفسنا ونعرفها على حقيقتها، وهل نحن غامضون إلى درجة تجعلنا نتساءل من نحن، ولماذا نحن هنا، ولماذا لم نقوم بهذا العمل دون ذاك؟ هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة البديهية التي تدور في محور أذهاننا نتساءل عنها بصورة يومية كأشخاص طبيعيين، ولعلّه من غير الطبيعي ألا نسأل أسئلة مثل هذه، ولكن إن أردنا أن نعرف أنفسنا وأن نتساءل بطريقة علمية عن كيفية معرفتها وقتها علينا أن نكون دقيقين في طرح الأسئلة والحصول على الإجابات التي ستغيّر الكثير في شخصيتنا.
الطريقة التي تجعلني أعرف نفسي على حقيقتها
1. هل أنا واثق من نفسي
لعلّ هذا السؤال هو محور حديث الذات لدى العديد منّا، ولعلّنا نغيّر العديد من أساليب تعاملنا مع الآخرين وحتّى مع ذاتنا في سبيل الحصول على قدر أكبر من تقدير الذات، فإن استطعنا أن نعرف الإجاية بصورة صحيحة وحقيقية وقتها نكون بالفعل قد وصلنا إلى مرحلة ذهنية رائعة، ولكن إن بقي السؤال حائراً لا يملك الإجابات هنا يكون الدليل الأكيد على أننا نملك شخصية ضعيفة حائرة ال تملك العديد من الإجابات الحقيقية، فإن كنّا من الأشخاص الذين يملكون ثقة حقيقية بأنفسهم فستكون طريقة التفكير مقتضبة وقصيرة كون الإجابة هي نعم، ولكن إن كانت الإجابة قريبة من النفي فهنا تحدث المشكلة وتبدأ المشاكل الفكرية والنفسية التي تحاول إثبات هوية الذات، فهل نحن بالفعل واثقون من أنفسنا أم لا؟
2. كيف أنظر إلى الآخرين وكيف ينظر الآخرون إلي
عندما نتساءل عن كيفية معرفة أنفسنا علينا ألا ننظر إلى المدى الذي نرى أنفسنا من خلاله، ولكن علينا أن ننظر إلى الطريقة التي يرانا بها الآخرين وهذه الطريقة تبدو لنا جليّة من خلال مقدار الاحترام والثقة والألفة والمجبة التي نحصل عليها من قبل الآخرين، فإن كانت نظرة الآخربن إلينا إيجابية بالطبع سنكون أكثر إيجابية وأكثر قدرة على صنع الفارق، وإن كانت هذه النظرة سلبية من الطبيعي أن ننظر إليهم نظرة سلبية غير منصفة وألا نعمل على تقديرهم على أساس التعامل بالمثل، وقتها يمكننا أن نعرف أنفسنا على حقيقتها وأن ندرك الأثر الذي نتركه في هذا العالم الصغير.
3. ما القيمة التي أمثلها في المجتمع
لعلّ أفضل السبل التي تجعلنا نعرف أنفسنا من خلال القيمة التي نمثّلها في بيتنا وفي مكان عملنا وفي المجتمع الذي نعيشه ككل، هل نحن أشخاص مؤثرين نحمل قيمة يراها الآخرون مهمة وإيجابية، أم أنّ حظورنا وغيابه لا يشكّل أي فارق لدى الآخرين، فإن كنّا كذلك فنحن بحاجة إلى الكثير من التغيير ونحتاج إلى جرعة كبيرة من القيم التي تساعدنا على معرفة أنفسنا وما هي القيمة الحقيقية التي تملكها، وإلا فإننا لن نكون إلا رقماً ما دون الصفر لا يملك أية قيمة في هذا المجتمع، فالمجتمع عادة ما يكون المنهاج الصعب الذي يسهّل معرفة شخصيتنا ومن نحن بصورة حقيقية دقيقة.
4. ما مدى النجاح الذي حققته
في دورة الحياة التي يعيشها كلّ واحد منّا هناك نتيجة حتمية لا تخفى على أحد مهما حاولنا إخفاءها، وهذه النتيجة تأتي بناء على مقدار النجاح الذي حقّقناه أثناء مسيرتنا الاجتماعية والمهنية والشخصية، والمجتمع بطبيعة الحال لا يخفي نجاحات أو فشل أحد كونه لا مكسب للآخرين من هذا التخفّي، فالنجاح الذي نقدّمه هو من سيتحدّث عنّا وهو من سيجعل منّا أشخاص ذوي قيمة كبيرة لا يمكن لأحد إنكارها، ولكن فشلنا أيضاً هو الحقيقة التي سرعان ما سندركها والتي ستجعلنا نعرف من نحن وكيف نعيش وإلى أي مدى قد وصلا في حياتنا.
5. ما هي الطريقة التي أفكر بها وأرى من خلالها الأشياء من حولي
إنّ طريقة التفكير التي نرى من خلالها الأشياء تجعلنا نعرف أنفسنا على حقيقتها، فإن كانت نظرتنا إلى العالم الذي يحيط بنا نظرة سوداوية سلبية وقتها علينا ان ندرك بأننا أشخاص سلبيون، وإن كانت نظرتنا إلى الأشياء من حولنا نظرة منصفة تعطي كلّ ذي حقّ حقّه وقتها ندرك بأننا نفكّر بطريقة موضوعية تتناسب مع مقدار معرفتنا لذاتنا ولماهية الأشياء من حولنا، وبالتالي فإنّ معرفة الذات تحتاج إلى العديد من الأسئلة التي من شأنها أن تزيد مقدار الثقة بأنفسنا.