يعتقد البعض أنّه من الممكن أن يكون محبوباً لدى الآخرين من خلال جمال المظهر الذي يبدو عليه، ولكن هذا الأمر لا علاقة له في مقدار كسب محبّة الآخرين الحقيقية، فالشخص الذي يرغب في أن يكون محبوباً لدى الأخرين هو الشخص السهل في التعامل الذي يمنح الجميع الفرصة للحديث وإبداء الرأي، وهو الشخص الذي يكون لنجاحاته الأثر الكبير على الآخرين وليس على نفسه فقط، والشخص الذي يرغب في أن يكون محبوباً هو الشخص الذي لا يؤذي الآخرين ولا يمنحهم الفرصة لإيذاءه.
الوسائل التي تجعلنا محبوبين لدى الآخرين
1. مقدار الفائدة التي نقدمها للآخرين
إذا أردنا أن نكون محبوبين لدى الآخرين وأن ننال احترامهم وقتها علينا أن نعرف مقدار الفائدة التي نقدّمها لهم، فإن كنّا لا نقدّم لهم أي فائدة فعلى الأقل علينا ألّا نقدّم لهم الضرر أو السوء، فالعديد من الأشخاص لا يثدّمون للمجتمع أية فائدة مرجوة ولا يخلّصون المجتمع من شرورهم، فنجدهم يقومون بنشر الجريمة والشائعة والتصرفات السلبية التي تعمل على هدم المجتمع، لذلك من الطبيعي أنّ ما يزيد من محبّة الآخرين لنا هو مقدار ما نقدّمه لهم من خدمات، ولعلّ العلماء هم أكثر الأشخاص حبّاً لدى المجتمعات العاقلة لما قدّموه لنا من منفعة لا يمكن وصف تأثيرها الإيجابي علينا.
2. طريقة التعامل مع الآخرين
قد لا نطيق التعامل مع احدهم لمجرّد أنّ طريقة التعامل التي يتعامل من خلالها معنا أو مع الآخرين طريقة سلبية، وبالتالي فإنّ كسب محبّة الآخرين تكون من خلال حسن التعامل الحقيقي الذي لا نرجو من خلاله أية فائدة، وهذا الأمر يعتبره البعض مستحيلاً ولكنّهم في حقيقة الأمر موجود، ولعلّ الإنسانية التي تجمعنا هي ما تجعل منّا أشخاصاً محبوبين ولكن ليست إنسانية وهمية، بل إنسانية حقيقية تقوم على أساس من القيم والمبادئ التي يجتمع عليها كلّ ما هو خير.
3. الثقة والاحترام التسامح
لا يستطيع البعض أن يمنح الآخرين الثقة التي يستحقونها، ونراه يعيش وفقاً لنظرية المؤامرة والشكّ وأنّ كلّ من هم حولنا هم أشخاص أشرار لا يمكن الثقة بهم، وهذا الأمر غير صحيح بالطبع، ويمكن لنا كسب محبّة الآخرين من خلال الثقة الحقيقية التي لا تخرج عن حدود المنطق التي لا بدّ وأن نمنحها للآخرين، كما وأنّ الاحترام وسيلة ويمكن لنا من خلاله أن نكسب محبّة الآخرين بعيداً عن الخيلاء والتكبّر، ويعتبر التسامح وتجاوز زلّات الآخرين من أكثر الأساليب التي نكسب من خلالها محبّة الآخرين.