حماية الطفل من التأثير السلبي للخلافات الزوجية

العلاقة بين الزوجين تشبه أي علاقة إنسانية، من الطبيعي أن يتعرضوا لحدوث خلافات بينهم وأن يتشاجروا ويختلفوا، لكن ليس من الطبيعي أن يحدث هذا أمام الأطفال؛ لأنّّ هذه المشاحنات قد تؤثر سلباً على الأطفال، كما تُسبّب لهم مشاكل نفسية عميقة قد تستمر معهم طوال حياتهم، خاصة إذا كانت هذه المشاجرات تتخللها الإهانات اللفظية أو البدنية بين الآباء.

شجارك مع زوجك أمام طفلك قد يدمر حياته

من المفترض أن تكون الأسرة هي المصدر الرئيسي لدعم وسلامة الأطفال. وعندما يتعرّض الأطفال لرؤية مشاجرة بين الوالدين، فإن لذلك الأمر تأثير كبير وسلبي عليهم، حيث يفتقرون إلى شعورهم بالدعم والسلامة؛ ممّا يؤدي إلى نموّ شعورهم بالوحدة وعدم الاستقرار. ويصبحون أكثر عرضة للأمراض النفسية المختلفة، مثل الاكتئاب، انفصام الشخصية، إدمان المخدرات، تناول الكحول، يواجه صعوبات في الدراسة، الشعور بالذنب وتدني احترام الذات.

وبعض من هؤلاء الأطفال يميلون إلى التعامل بعنف مع أقرانهم والعصبية. ويفشل بعضهم في علاقاتهم العاطفية والزوجية في وقت لاحق. وقد يبدأ الطفل في الشعور بالقلق والاكتئاب، مصحوباً بانعدام الثقة بالنفس. وعندما يبدأ شجارك مع مع زوجك، يكون في أشد الحاجة إلى انتباه الأم.

وفي ذلك الوقت، قد يختار عدم الذهاب إليكِ أو إلى والده؛ لأنه لا يشعر بالأمان، كما في كثير من الحالات قد لا يفهم الطفل سبب الخلافات والقتال بينكما. وممكن أن يدفعه ذلك للاعتقاد بأنه هو السبب وراء خلافكما. والطفل الصغير يتصرف بناءً على ما يراه من أفعالك وهذا يشمل الطريقة التي تتفاعلي بها مع المشاكل وحلّها.

أمور يجب القيام بها إذا شاهدك طفلك أثناء شجارك مع زوجك

إذا كان طفلك يراك أثناء شجارك مع زوجك؛ فاتبع الخطوات التالية:

تجنب الشعور بالاستفزاز: حاول تجنّب الاستفزاز والغضب قدر الإمكان أمام أطفالك. وهناك بعض الطرق التي تُسهم في طرد هذا الشعور منك وتغيير الحالة المادية التي أنت عليها. وإذا كنت جالساً اذهب لغسل وجهك بالماء وتجنّب استكمال المحادثة حول نفس الموضوع.

إظهار الاحترام لزوجك: أظهر احترامك لزوجك أمام أطفالك؛ لأنه يمثّل القدوة والمثل الأعلى الذي يتطلعون إليه. ويجب ألا تهتز صورته أمامهم، بالإضافة إلى أنّهم سوف يشعرون بعدم الأمان وعدم الاستقرار. وقد تتطوّر القضية إلى أن يصبحوا الأطفال انطوائيين ومعزولين عن المجتمع، كما يمكن أن يصبحوا مشاكسين ويستخدموا طريقة عنيفة للتفاهم مع الآخرين.

نصائح عامة عند الشجار بين الأزواج 

هذه بعض النصائح العامة لتجنّب التأثير السلبي للشجار الخاص بك على الحالة النفسية لأطفالك:

• اتفقِ مع زوجك على تجنب اندلاع الخلافات أمام أطفالك. وتعلّمي كيفية التحكّم في الغضب والعصبية، حيث يمكنكم أن تنسحبوا إلى غرفة بعيدة وتتبادلون فيها النقاش على انفراد.

• يجب أن يكون الاحترام متبادلاً بينكما. وتذكّر أن العلاقات التي تتضمن الإساءة اللفظية أو الجسدية خطرة ومضرّة ليس فقط بالأطفال، حيث يُمكنها أن تؤثّر على شخصيتك وحياتك.

• إذا حدث أن الأطفال سمعوا ما يحدث، تأكدي من التوضيح لهم أن ما هو بينك وبين زوجك هو نقاش وليس شجاراً. والشخص الذي ارتفع صوته على الآخر يجب عليه الاعتذار، حيث أن هذا التوضيح يؤكد أهمية الاعتراف بالخطأ في وعي أطفالك.

• تأكدي من حل المشكلات بينكما بشكل خاص. ويُفضّل عدم توسيع دائرة الخلاف لتشمل أشخاصاً من العائلتين، فالأطفال أذكياء للغاية ويفهمون ويشعرون بل يتفاعلون مع كل ما يحدث من حولهم.

• لا تحاولي إحضار الأطفال إلى جانبكِ؛ لأن هذا خطأ ارتكبه معظم الآباء والأمهات، خاصة الطرف الذي يشعر بالظلم، حيث يحاول إيجاد بديل عاطفي أو دعم نفسي بين الأطفال، كما يحدث في بعض العائلات تبقى الزوجة في العلاقة فقط من أجل الأطفال؛ ممّا يجعلها تعتمد عليهم تماماً لإعطائها شعوراً بالدعم والحب والسلامة. وهذا قد يؤثر عليهم سلباً في وقت لاحق.

• لا تنفصلي عن أطفالك ولا تخبريهم بما يحدث بينك وبين زوجك بشكل مفصّل، بدافع الحافز أو البحث عن التعاطف الذي يؤثر عليهم سلباً ويدعم الشعور بالذنب والعجز، الذي قد يستمر معهم لفترات طويلة من حياتهم.

• تذكّري أن العلاقة الزوجية هي علاقة تقوم على المودة والسكن والاحترام المتبادل. وأن تربية الأطفال لا تقتصر على تقديم المشورة، بل تعتمد على تقديم مثال جيّد ومثال يُحتذى به في إدارة الحياة من جميع جوانبها، بما في ذلك مشكلة التعامل زوجك ومع كل أمور الحياة بطريقة سليمة.