لكلّ مهمة يتمّ القيام بها يوجد مجموعة من الأهداف العامة والخاصة التي يتمّ تحقيقها بناء على عدد من المدخلات والمخرجات المنطقية التي يتمّ تحليلها بصورة موضوعية، ولعلّ علم الإرشاد النفسي يتعامل مع مشكلة وشخصية تحتاج إلى التعديل والتوجيه والتقويم، وهذا الأمر يتمّ القيام به من خلال استعراض مجموعة من المراحل الإرشادية التي يتمّ خلال كلّ مرحلة قياس مدى تطوّر حالة المسترشد بصورة إيجابية أو سلبية، فكيف لعلم الإرشاد النفسي أن يقيس مدى تطور حالة المسترشد خلال العملية الإرشادية؟
قياس مدى تطور حالة المسترشد خلال العملية الإرشادية
1. قياس مدى التطور الفكري
لعلّ المشكلة النفسية التي قادت المسترشد إلى علم الإرشاد النفسي هو طريقة التفكير وكيفية رؤيته وتفسيره للأحداث من حوله، ولعلّ هذه التفسيرات والأفكار كانت خاطئة تحتاج إلى التعديل، ولا بدّ للمسترشد من خلال سير مراحل العملية الإرشادية من التطوّر الفكري بصورة ملحوظة، وهذا النضوج الفكري لا يمكن أن يتمّ قياسه إلّا من خلال كيفية طرح المسترشد للأفكار وكيفية استقباله للأفكار والمعلومات المستحدثة، ونظرته إلى المحيط الخارجي هل هي نظرة متغيرة أم ثابتة؟.
2. قياس مدى التطور السلوكي
لا بدّ للمسترشد من خلال سير العملية الإرشادية من أن يتطوّر الآداء السلوكي لديه، فالسلوك السلبي الذي كان يقوم به لا بدّ وأن يصبح سلوكاً معتدلاً أو أنّ يتمذ التخفيض منه والسيطرة عليه على المدى القريب، فإن استطاع المسترشد السيطرة على السلوك السلبي الذي كان يظهر على شخصيته وأدّى به إلى العملية الإرشادية وقتها يمكن أن تبدأ مراحل التخلّص من المشكلة الإرشادية بصورة سريعة خلال المراحل الإرشادية المقبلة.
3. قياس مدى التكيف مع المجتمع
يعاني المسترشد بطبيعة الحال من صعوبة في كيفية التكيّف مع ذاته ومع المجتمع من حوله، فهو عادة ما ينظر إلى المجتمع على أساس من النديّة وعدم الرضا والمبالغة في تقييم الأحداث، ولا بدّمن خلال مراحل العملية الإرشادية من أن يتمّ تجاوز العديد من هذه الأفكار وأن يتطوّر المستوى الذهني لدى المسترشد بصورة تجعله شخصاً مقبولاً في المجتمع، ولعلّ هذه المتطلبات من صلب عمل المرشد النفسي خلال سير العملية الإرشادية.