تقوم التجارب المؤلمة والقاسية بتشكيل الأذى النفسي أكثر من الجسدي والمادي، في العديد من الحالات تقوم بتغيير بنية الدماغ بشكل فعلي، يمكن أن تتعدد أسباب الصدمة من إساءة المعاملة إلى العنف الجسدي وحتى الحروب، إلّا أنّ الآثار النفسية التي تتشكل بعد متلازمة اضطراب ما بعد الصدمة تكون عميقة.
كيف تغير الصدمة النفسية بنية الدماغ؟
أكّدت العديد من الدراسات أن قرن آمون الموجود في الدماغ قد يتقلّص، هذا الجزء من الدماغ الذي يقوم بتخزين الذاكرة، ممّا يجعل من الصعب على بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة التمييز بين الحاضر والماضي، كما أنّ قشرة الفص الجبهي يمكن أن تتقلص في بعض الأحيان وهذا هو الجزء من دماغنا الذي يتحكم بمشاعرنا السلبية مثل الخوف.
غالباً ما تجعل الأفلام الحربية والأصوات المرتفعة الجنود الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة يقومون باسترجاع الذكريات الأليمة، إلّا أنّ هناك أمل لأؤلئك المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، حيث أظهرت دراسات أنّ الدماغ يمكن أن يهدأ أو يتجدد بتناول بعض الأدوية والعلاجات السلوكية، في حين يسابق العلماء من أجل تطوير عقارات مبتكرة من أجل مساعدة الدماغ على التخلص من الصدمة النفسية ووضعها إلى حيث يجب أن تكون في الماضي.