الإنجازات تنقسم إلى عدّة أقسام، فمنها من لا ينفع إلا صاحبها، ومنها لا ينفع إلا فئة قليلة على مستوى الجماعة، ومنها ما يقدّم نفعاً للبشرية جمعاء وهذا هو الميراث الحقيقي الذي نقصده، والذي يعتبر إنجازاً على مستوى العالم ويخلّده التاريخ، كالإنجازات التي قدّمها أشهر علماء العالم، وما زالنا نقرأ ونسمع بأسمائهم والإنجازات التي قدّموها بعد مرور عشرات السنين.
ما المشكلة التي نواجهها في تقديم أفضل الإنجازات؟
القليل منّا من يؤمن برسالة الإنجازات الأكثر تأثيراً، أو الميراث الذي يدوم إلى الأبد، فهناك من يؤمن بهذه الفكرة ويقدّم كلّ ما لديه من أفكار إبداعية، تجعل منه شخصاً ناجحاً يتفوّق كثيراً على من لا يلقي لهذه الفكرة بالاً.
قد تختلف الأفكار من شخص لآخر، من خلال توجههم نحو أنفسهم ونحو عالمهم، ومن خلال احترامهم وتقديرهم لذاتهم بما يفوق جميع المستويات، فهؤلاء الناجحون تميّزوا عن غيرهم بأنهم أكثر جديّة وأكثر ثقة بالنفس، ولقد أثرت فكرة ترك الميراث على مستوى الإنجازات في طبيعة أفكارهم، وعلى قراراتهم لسنوات عديدة.
علينا دائماً أن نسأل أنفسنا، ما نوع الميراث الذي نرغب في أن نتركه للعالم؟ فالأهداف الأربعة الأفضل في الحياة، هي أن نعيش وأن نحبّ وأن نتعلّم وأن نترك ميراثاً يستفيد منه الآخرون، فالعديد من الأشخاص المتميزين في التاريخ قد فكّروا مليّاً في المساهمة التي يرغبون في أن يقدّموها لمجتمعهم.