إنّ كلّ شيء يمكننا أن نتصوّره في المستقبل، يمكننا أن نحققه، إذا توفّرت لدينا المواقف الفكرية الإيجابية، فمن المحتمل أن نصبح بمرور الوقت كما نعتقد أنفسنا، فإذا كنا مليئين بالأفكار السلبية الهدّامة فسوف تتكوّن لدينا شخصية حزينة تعيسة غير سعيدة، وإذا تخلصنا من هذه الأفكار وركزنا على الأفكار الإيجابية فسوف نكون سعداء إيجابيين ومُنتجين.
أفكارنا يحكمها العقل
العقل يميل في طبيعته إلى تطبيق الأفكار المجردة إلى حقيقية ملموسة، وتلك هي وظيفته، حيث يُعَدّ عقلنا بمثابة كمبيوتر مركزي يقوم على إخبارنا متى نأكل ومتى ننام، إلى غير ذلك من الوظائف التي لا تحصى، والتي تعتبر من الضروريات للنمو بشكل صحيح، فمن الضروري أن نتحكّم في المعلومات التي ندخلها إلى عقولنا، وإلّا فسوف يتصرف العقل بناء على المدخلات بغضّ النظر عن إيجابيتها أو سلبياتها، وربّما يقوم بإخراج أشياء لا قيمة لها، كما يفعل نظيره الآلي.
إنّ إدارة أفكارنا وتوقعاتنا المتعلّقة بالأسرة والعمل والأصدقاء والصحة، تعتبر من الضروريات، حيث لا يمكننا القيام بما يخصها بسرعة كبيرة دونما اهتمام، ولكنّها عملية برمجة صعبة، تحتاج إلى الوقت ولكنها ممكنة الحدوث، ليكون مستقبلنا إيجابي مع الأشياء والأشخاص الذين نحبهم.
إنّ تحديد الهدف يجعلنا نمسك بزمام الأمور، وقتها نحدّد ما نودّ فعله بأي وقت، وتكون الأهداف التي يستقبلها عقلنا متوازية وتتناسب مع أفكارنا وتدعمها، ﻷنه يوجد مخزون ذهني يساعد على ذلك، وبالتالي نحقّق أحلامنا المستقبلية، وكل ذلك يعتمد على خططنا المستقبلية، لأنَّ من يَصِلون إلى أهدافهم ويكونون سعداء في النهاية هم من يفكّرون بمستقبلهم بشكل واقعي، أكثر من الأشخاص العشوائيين الذي يتركون الظروف والأشخاص الآخرين يتحكّمون بهم، وبالتالي يفشلون.
مستقبلنا ليس إلّا ترجمة أفكارنا، وببساطة فإنّ إعداد خطّة لحياتنا يُشبه تنظيم رحلة عبر البلاد لغرض ما، وذلك يحتاج إلى تحديد الغاية المطلوبة في أمل الوصول إليها، وتتضمن الخطّة أيضاً أهدافاً جزئية يجب أن نحقّقها، إذا أردنا الوصول إلى الهدف الأساسي الذي حدّدناه سابقاً.
وتشمل الخطة أيضاً مرونة كافية لكي نتكيّف مع المنعطفات والمشاكل التي قد تواجهنا، والخطط البديلة لذلك، بالإضافة لتخصيص الوقت اللازم للقيام بدراسة النتائج المحتملة، وهكذا هو مستقبلنا لا بدّ وأن يكون مبنيّاً على عدد من الخطط الإيجابية القريبة والمتوسطة وبعيدة المدى، والبدء بتنفيذها فوراً.