لا يملك البعضّ منّا الجرأة على مواجهة نفسه ومعرفة ما فيها من امتيازات وعيوب، ويرغب في أن يبقى كلّ شيء على ما هو عليه لتمضي الحياة بصورة عشوائية متروكة بيد القدر، علماً أننا نحن من نصنع أقدارنا ومستقبلنا بأنفسنا ولا يملك القدر شيئاً خارجاً عن إرادتنا إلا القليل، لذلك يقوم بعض الأفراد بمحاولة تفقّد أنفسهم والوقوف عندها بصورة دورية لمعرفة أبرز ما فيها من عيوب وامتيازات والعمل على تدارك هذه العيوب وتحسين الامتيارات، فما هي الوسيلة التي تساعدنا على كشف امتيازاتنا وعيوبنا؟
ما هي الوسيلة التي تساعدنا على كشف امتيازاتنا وعيوبنا
1. كيف ننظر إلى المجتمع وكيف ينظر هو إلينا
إنّ نظرتنا إلى المجتمع تعتبر وسيلة سهلة لمعرفة أبرز الامتيازات والعيوب التي تقوم عليها شخصيتنا، فإن كانت نظرتنا إلى المجتمع نظرة سوداوية تخلو من أي ودّ او تقدير أو احترام إلى الغير، نظرة تقوم على مبدأ من الشكّ والحقد وعدم الحماس فنحن وقتها نعاني من مشكلة تعتبر من أبرز العيوب التي يمكن للفرد أن يتحلّى بها، وقتها علينا إعادة النظر إلى شبكة العلاقات الاجتماعية التي نعيشها وأن نعمل على تحسينها.
كما وأنّ نظرة الآخرين لنا لها الدور الكبير في تحسين نظرتنا إلى الآخرين ومعرفة أبرز السلبيات التي نعاني منها، إذ علينا أن نعرف كيفية تقييم المجتمع لنا ومقدار تقديره لنا، هل ينظر إلينا بعين الودّ والتقدير والاحترام أم بعين الاحتقار وعدم التقدير، وإن كذلك فما هو السبب، هل هو نتيجة لتصرفاتنا غير المسؤولة أم أنّ فشلنا وسوء تعاملنا هو السبب، فإن استطعنا من معرفة السبب يمكن لنا وقتها أن نعالج هذه العيوب بطريقة سلسة.
2. إلى أي مدى وصلنا من النجاح
علينا أن نقف بين الفترة والأخرى وأن نتساءل هل قمنا بتحقيق أهدافنا والوصول إلى درجات جيدة من النجاح، أم أنّ الطريق لا يزال أمامنا طويلاً، وما هي المسافة المقطوعة باتجاه النجاح، هلي هي قسيرة أم طويلة؟ فإن استطعنا تحديد الإجابات وقتها يمكن لنا أن نبدأ في معرفة الامتيازات والعيوب التي نعاني منها، فإن أدركنا أننا قد قطعنا شوطاً جيّداً في اتجاه النجاح وقتها نعرف بأننا حصدنا جزءمن الامتيازات، ولكن إن كان الهدف بعيد المنال تحوفه الكثير من المخاطر والعقبات وقتها ندرك بانذ المشكلة تكمن في شخصيتنا وطبيعة الأهداف التي قد قمنا بوضعها مسبقاً.
3. هل نشعر بالراحة والطمأنينة
لعلّ الراحة والطمأنينة والاستقرار من أكثر المؤشرات صدقاً وقدرة على كشف مقدار الامتيازات التي قد قمنا بحصدها من خلال مسيرتنا في هذه الحياة، فإن كنّا نشعر بالطمأنينة والرضا والسعادة فإننا قد حققنا أهدافنا وأرضينا أنفسنا وإلا فإن الأ فإنّ هناك عدد من العيوب التي جعلت من حياتنا حياة غير عادية وغير مرضية بالنسبة لنا، ولا بدّ لنا وقتها من التوقّف والتأمل مليّاً في هذه العيوب للعمل على تعديلها، ولعلّ القناعات والقدرة على التنوّع في التفكير هي الوسيلة الأكثر أماناً في معرفة هذه العيوب ودراستها بصورة مباشرة والعمل على تغييرها من خلال المنطق.
4. ما مقدار الثقة بالنفس التي نمتلكها
إذا استطعنا أن نعرف إلى أي مدى يمكننا الوثوق بأنفسنا وإلى مدى يمكن لنا أن نتجاوز المحن ولعقباتن وقتها يمكن لنا أن نقيّم أنفسنا بصورة تكشف لنا العديد من العيوب والإيجابيات، فإن كان مقدار ثقتنا بأنفسنا متدني وقتها لا بدّ لنا من وضع خارطة طريق تساعدنا على تعزيز هذه الثقة من خلال زعزعة الأفكار الجبانة التي زرعت في أنفسنا مشاعر الخوف والرهبة، وإن كنّا نحتاج إلى إثبات وجهات نظرنا من خلال تنظيم هذه الثقة فهذا أمر أيضاً في غاية الخطورة ويحتاج إلى تغييرات فكرية جذرية تساعد على تخطّي كافة العقبات الفكرية والنفسية.
5. ما تقدير السلوك والحالة النفسية لدينا
علينا أن ننظر إلى سلوكنا إن كان إيجابياً أم سلبياً فإن كان هذا السلوك عادياً يرتبط بالمشاعر ولا يخرج عن نطاق الإنسانية، فنحن وقتها أناس عادييون لا نختلف كثيراً عن أسلافنا، ولكن إن كان سلوكنا مغاير للمجتمع ولا يتوافق مع القيم والمبادئ التي يتمّ الدعوة إليها، فعيلنا وقتها أن ندرك المخاطر الفكرية والنفسية التي قد يترتب عليها هذا الأمر، وهذا كلّه يساعدنا على تغيير قواعد السلوك من خلال التغيير الفكري الإيجابي بصورة صحيحة.