لقد تعلمنا ونحن صغار أن نقوم بالعدّ إلى العشرة قبل أن نقول أو نرتكب أية حماقة عند استفزازنا من قبل أي أحد، وهي وسيلة فعّالة، إلا أنه من النادر أن يستخدمها أحد، وكان من الواضح أنّ من يقومون بالعدّ حتى الرقم عشرة كانوا يقومون بذلك ضمناً بأسرع ما يمكنهم حتى يفرغوا بعدها جلّ غضبهم، فالصبر ليس سلعة تنفد مع الوقت أو بمرور الزمن، إلا أنه أسلوب تفكير وطريقة حياة يمكننا من خلاله أن نخلص إلى أفضل الحلول الممكنة.
أساليب التعامل مع نفاد الصبر:
هناك أساليب أخرى أبسط في التعامل مع نفاد الصبر، وهي أشدّ فعالية من العدّ إلى عشرة أو أي رقم، فإذا آمنا بأن الصبر توجّه واختيار، أي أمر نتحكّم فيه نحنّ بالكليّة، فهناك بعض المقترحات التي تساعدنا في الحفاظ على صبرنا.
أولاً: كن مستعداً:
علينا أن نتوقّع مسبقاً أن يحدث أي خطب سيء، أو حدوث تأخير ما، فإذا بدأنا اليوم بهذه القناعة، فإنه لن يتم استفزازنا عند حدوث مثل هذا الأمر، فسنكون مستعدين، أما إن لم يحدث أي من هذا، فعلينا أن نكون من الشاكرين.
ثانياً: اسأل نفسك هذا السؤال:
إذا سمحنا لهذه الحادثة أن تصيبنا بالغضب أو الحزن، فهل سيؤدي هذا للأفضل أم للأسوأ؟ وعندها نحن وحدنا من يعرف الإجابة وعلينا أن نحسن الاختيار، ﻷن بعض الإجابات وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالقرارات الحاسمة، لا يمكن لنا أن نختار إجابتها مرّة أخرى.
ثالثاً: شجّع نفسك:
من الأساليب الأشد فعالية من العد إلى الرقم عشرة، أن نقول ﻷنفسنا شيئاً إيجابياً أو محدّداً تجاه الموقف القائم، إذ علينا أن نخاطب أنفسنا بعبارات إيجابية مثل، “بوسعي التحّكم في هذا، فهو مجرد اختبار لصبري”.
رابعاً: ضع استراتيجية لمواجهة الموقف:
حيث أنّ هذه الأمور تحدث لا مفّر منها، فعلينا أن نخطّط لتحقيق أقصى استفادة من أي موقف نحتاج خلاله إلى الصبر والتأني واللطف للخروج بأقل الخسائر، ومن هذا علينا أن نحاول إيجاد خطط بديلة للتعامل مع أي موقف نشعر بأننا سنفقد صبرنا خلاله، وذلك من خلال إدراة حديث مع أحدهم أو الصمت وعدم التعبير عن رأينا بشكل غاضب، أو ترك المكان الذي من الممكن أن ينفد صبرنا خلاله.