كيف نتعلم فضيلة التعاطف؟

اقرأ في هذا المقال


“إنّ تربية عقل المرء دون أخلاقه لا يعني سوى أن نقدّم للمجتمع مصدراً آخر للخطر” ثيودور روزفلت، إنّ فضيلة التعاطف ميّزة يمتاز بها من نشعر بطيبتهم وصدقهم ومحبتنا لهم، فهل نحن قادرون على اكتساب تلك الفضيلة، أم أنها صفة موروثة لا يمكننا اكتسابها بالتعلّم؟ إنّ هذا السؤال يضعنا أمام عدد من الحقائق، أولها: أنّ بعض صفاتنا اكتسبناها بالوراثة فهي موجودة فينا اكتسبناها من آبائنا، والحقيقة الثانية: أنه يمكننا أيضاً اكتساب بعض الصفات بالتعلّم والممارسة والصبر ومنها فضيلة التعاطف والتواضع والصدق غيرها الكثير.

هل تربية الشخصية أمر جديد؟

نحن مقلّدون بالفطرة، حيث أنّ معظم صفاتنا وعاداتنا قد اكتسبناها من خلال المجتمع الذي نعيشه، حيث أنّ تربية الشخصية على اكتساب الفضائل ليس بالأمر الجديد، والحقيقة أنه أسلوب قديم في حدّ ذاته، فهو يعود إلى عصر الإغريق، وهو مبنيّ على هدفين رئيسيين: الأول مساعدة الجيل الناشئ على التعمّق في المعرفة حتّى يمتلكوا المهارات، وقدر من الفهم الضروري للتعامل مع المجتمع، والهدف الثاني: هو تنشئة مواطن صالح قادر على مساعدة نفسه وغيره وعدم الإضرار بالمصلحة العامة.

كيف نحقق تقدما في اكتساب الفضائل؟

إنّ هذا الأمر يتحقق بمساعدة الجيل الناشئ في تنمية خصال الشخصية الإيجابية لديهم، حيث أن تنمية الشخصية في دول العالم المتطورة أصبحت جزءاً من منظومة التربية بها، سواء العامة أو الخاصة، وبسبب نطاق التغيرات الواسعة التي طرأت على المجتمعات بوجه عام في آخر ثلاثين عام نتيجة للتطوّر التكنولوجي والمعرفي الهائل، فإنّ تربية الشخصية أسلوب شهد اضمحلالاً وتراجعاً كبيراً، وﻷن العديد من الآباء والمربيين قد تبيّنوا الحاجة إلى عودته، فقد بدأ في استعادة مكانته وبريقه من جديد مع بداية قرننا الحالي.

إنّ التربية الأخلاقية أصبحت جزءاً لا يتجزّأ في حياتنا، ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى إعادة النظر بهذا المصطلح، الذي يحتاج إلى الكثير من الفضائل أولها التواضع والتعاطف والصدق الأمانة وحسن الظن، فالجميع يدرك الأثر السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة والتلفاز، وجميعنا يهتم بتزايد مصطلحات الحقد والأنانية والتنمّر وسوء التهذيب وخصوصاً بين الصغار، فعدم إكساب الجيل الناشئ الحس العاطفي الأخلاقي يمثّل فشلاً حقيقياً في نشأة المجتمع وتكوينه.


شارك المقالة: