كلّ واحد منّا يرغب في أن يطوّر لغة الجسد الخاصة به لتصبح مفهومة ومطابقة لما يتمّ الحديث به، ويتمّ ذلك بالاكتساب والتكرار ومحاولة استبدال حركات لغة الجسد السلبية بأخرى إيجابية والمداومة عليها حتّى تصبح عادةً لا يمكننا الاستغناء عنها، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من ثقتنا بأنفسنا بحيث نبدو أكثر استخداماً للغة الجسد بالشكل المطلوب، كما ويمنحنا الأسبقية في محاولة كشف لغة جسد الآخرين والدلالات المرتبطة بها، لتصبح لغة الجسد لدينا ميّزة لا يمكن لأحد أن يتجسّدها لخداعنا أو التغرير بنا.
ما هي نتيجة تحسين لغة الجسد الخاصة بنا؟
إنّ قلّة إدراكنا في فهم مصطلحات ودلالات لغة الجسد يجعل من كلامنا وفهمنا للآخرين ضعيفاً، كما ويضعنا هذا الأمر في دائرة الشكّ لعدم قدرة الآخرين على قراءة لغة أجسادنا بشكل صحيح، ولكن عندما نكون مدركين لأهمية تحسين لغة الجسد الخاصة بنا، وقتها نكون قادرين على حماية أنفسنا وقادرين أيضاً على الاعتناء بمن هم حولنا، لأنّ الثقة المكتسبة في هذا المجال تجعل منّا أشخاصاً أقوياء قادرين على اتخاذ لغة جسد ذات وضعيات تشعر الآخرين بأهميتنا ومقدار ما نمتلكه من حسّ مرهف يتماشى وحقيقتنا.
يستبعد بعض الأشخاص أن يكون لوضعية الجسد ولغته تأثير كبير على حياتهم اليومية، فهم يؤمنون بأنّ الشكل والذكاء لهما تأثير أكبر بكثير من الكلام المنطوق، وهذا الأمر لا ينطبق في جميع المجتمعات بصفة واحدة، ولكنّ أغلب الناس ليسوا بجمال عارضي الأزياء ولا بمستوى ذكاء أينشتاين، فمعظمنا أشخاص عادييون جدّاً، ومع ذلك قد نجد الكثير من الأشخاص العاديين أنفسهم في ملابسات مذهلة جدّاً فيما يخصّ النتائج المترتبة على حسن أو سوء استخدام لغة الجسد، فنجد البعض يتقدّم على الآخر في مستوى الثقة بالنفس والتقدّم والنجاح والسرّ وراء ذلك هو القدرة على استخدام لغة الجسد بشكل أكثر تميّزاً.
إنّ تحسين لغة الجسد الخاصة بنا تحتاج إلى الوعي والقدرة على الاكتساب، ومعرفة الجوانب التي يجب تحسينها في جانب معيّن من حوانب لغة الجسد، كمحاولة تغيير وتحسين حركات الوجه والابتسامة وحركة العيون وحركة الأيدي بشكل إيجابي أثناء الكلام بما يتوافق ومنطق الكلمات التي نتحدّث بها.