إنّ مَن يملكون منظوراً زمنياً بعيد المدى، هم أكثر الناس نجاحاً من الناحية المالية في المجتمع، ﻷنهم يطوّرون لأنفسهم أفقاً زمنياً طويلاً ويفكرون، ويُعدّون خططاً للمستقبل لمدة عشرة أو عشرين أو حتى أربعين سنة، وينظّم هؤلاء الأشخاص أعمالهم اليومية والأسبوعية بما يتوافق مع تحقيق أهدافهم طويلة المدى، وهذا يصحّ بالأخص فيما يتعلّق بالاستقلال المالي.
ما طبيعة الأهداف التي نملكها؟
لكل واحد منّا، سلسلة من الأهداف، وقد تكون هذه الأهداف واضحة أو غامضة، ويتم ترتيبها بوعي أو لا وعي، في تسلسل هرمي، لكلّ مستوى رتبتهُ من الأهم فالمهم حسب ما نشعر بقيمته بالنسبة لنا، انطلاقاً من الأهداف المرغوب بها بشدّة وصولاً إلى الأهداف الأقل أهمية، والتي نرغب في تحقيقها يوماً ما، وليس بالضرورة الآن وعلى الفور، فنحن لا نملك آلة الزمن فلكلّ شيء نظام ووقت يحتاج إلى إتمامه.
إنّ تحقيق النجاح المالي على الصعيد الشخصي، يعتبر تحديّاً ومنافسة مشروعة مع الذات، فنحن عندما نفكر في أمر ما، فإننا نقوم على حوار ذاتنا بكل شفافية وموضوعية، فالاستقلال المالي يتطلّب منّا أن نكون منفتحين ومبدعين أكثر على الصعيد الشخصي، فلا أحد يهدينا نجاحاً دون مقابل، ولا أحد يعطينا الثروة دون مبرّر، فنحن من نملك الثروة الفكرية التي تجعلنا أكثر نجاحاً.