كيف نغير من مفاهيمنا؟

اقرأ في هذا المقال


في أي حالة من الحالات، إذا أردنا أن نغيّر أداءنا وما نحرزه من نتائج، في أي ناحية من نواحي حياتنا، يتوجّب علينا أن نغيّر من مفاهيمنا الخاصة بأنفسنا، وخصوصاً المفاهيم ذات الطابع السلبي، فيما يختصّ بهذه الناحية من حياتنا.

المفاهيم التي يجب أن نغيّرها:

لحسن حظنا أنَّ هذه المفاهيم تعتبر ذاتية إلى حدّ كبير، فهي ليست موضوعية، ولا تعتمد دائماً على الحقائق، لكنّها بدلاً من ذلك تعتمد اعتماداً كبيراً على ما نتلقاه من معلومات، وما نتقبّله كحقيقة واقعة، دون وجود ما يُعزّز ذلك في بعض الأحيان من برهان أو دليل.

إنَّ أسوأ المفاهيم التي يمكننا امتلاكها على الإطلاق، هي المفاهيم المحدودة الذاتية من أي نوع كان، كالمفاهيم التي تُشعرنا بأنَّنا محدودي القدرات بشكل أو بآخر، أو أنَّنا غير أكفّاء في مجال ما على التحديد، ونادراً ما تكون تلك المفاهيم صادقة، ولكن إذا تقبلناها على أساس أنَّها تقديرات سارية المفعول لقدراتنا، ستتحول في أذهاننا وحواسنا إلى حقيقة بالنسبة لنا، وتكتسب آنذاك درجة المصداقية والصحّة، وهي في الحقيقة غير ذلك.

إنَّ نقطة الانطلاق لكي نحرّر إمكانياتنا، ونُنجِز أكثر ممَّا أنجزنا قبل التفكير في تغيير مفاهيمنا، من خلال تحدّينا لمفهوم محدودية الذات، ونستطيع أن نبدأ هذه العملية، بتحرير أنفسنا من المفاهيم السلبية، وذلك بتخيّل أنَّها مهما كان تأثيرها، فهي غير صحيحة أو حقيقية.

التخيّل لا حدود له:

لنتخيل لدقيقة أنَّه لا حدود لقدراتنا، وأنَّنا نستطيع أن نفعل كلّ شيء نرغب فيه بالحياة رغبة حقيقية، ولنتخيل أن إمكانياتنا غير محدودة، ولنتخيّل أنَّنا نستطيع أن نتواجد في بيت أكبر وسيارة أحدث وننعم بحياة الرفاهية، وغير ذلك من التخيلات اللامحدودة، فهنا يكمن التغيير، بداية من التفكير في التغيير من السلبية والركود إلى الإيجابية والحركة.

إنَّ نقطة الانطلاق نحو القضاء على مخاوفنا، وإطلاق إمكانياتنا، تتمثل في إعادة برمجة عقولنا، مثلما نُعيد برمجة قرص صلب في حاسوبنا الآلي، وذلك عن طريق إدخال قناعاتنا الجديدة الإيجابية البنّاءة والشجاعة، حول أنفسنا وحول مستقبلنا، لتقوم عقولنا بعد ذلك بإرسال ترددات جديدة إلى باقي وظائف أجسامنا بتغيير الأحاسيس، وهذا يتطلّب منّا وقت من الزمن، وبعض الصعوبات، ولكن لا شيء مستحيل.

المصدر: غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، رقم الطبعة 2007.علم النفس بين الشخصية والفكر، كامل عويضه.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: