اقرأ في هذا المقال
تميل كلّ العلاقات بشكل طبيعي نحو الفتور، والمقصود بفتور العلاقة، أنَّ العلاقات تستنفد طاقتها بشكل تدريجي، إلّا إذا تجدّدت باستمرار، حيث أنَّ الأشخاص يتوقّفون عن القيام بالأمور التي كانوا يقومون بها فيما قبل، من أجل إرساء العلاقة في بدايتها. فالناجحون يبذلون قصارى جهدهم من أجل إقامة علاقات ناجحة مع الآخرين، وبعد ذلك يتعاملون مع تلك العلاقة كأمر روتيني، فهم يفترضون أنَّ كلّ شيء سيكون على ما يرام، بدون أي جهود إضافية ضرورية للاحتفاظ بالعلاقة، ويحدث هذا الأمر لدى الرجال أكثر منه عند النساء.
العلاقات ليست إلا ثمار الوقت المستثمر فيها
العلاقات ليست إلّا ثمار الوقت المستثمَر فيها، حيث يمكننا أن نرفع من قيمة أي علاقة عن طريق استثمار المزيد من الوقت فيها، ويَصدق هذا على علاقتنا بكل من شريك حياتنا، ومع الأسرة، ومع فريق العمل، وعلى وجه الخصوص مع العلاقات الخاصة مع الأصدقاء والزملاء على المستوى الشخصي والمهني.
إذا أردنا أن نحافظ على ديمومة العلاقات الخاصة مع الأشخاص الناجحين، علينا أن نكون دائماً فاعلين ومتواصلين، ونقدّم المساعدات اللازمة لكلّ من يحاول النجاح، كما ويجب أن تكون أفكارنا فعّالة ذات قيمة.
خطوات لتعزيز العلاقات وإعادة الحيوية إليها
1. التواصل الفعال
التواصل هو العمود الفقري لأي علاقة ناجحة. عندما يقل التواصل، تزداد الفجوة بين الأشخاص. من المهم التحدث بصدق وفتح قلبك لشريكك أو صديقك، ومشاركة مشاعرك وأفكارك بوضوح. لا تقتصر على المواضيع السطحية فقط، بل حاول التعمق في الأمور التي تهمك وتثير اهتمامك.
2. تخصيص وقت مشترك
من الضروري قضاء وقت مشترك بعيدًا عن الروتين والالتزامات اليومية. يمكن القيام بأنشطة ممتعة مثل الخروج في نزهة، تناول العشاء في مكان مميز، أو حتى ممارسة هواية جديدة معًا. هذه اللحظات تساهم في تجديد العلاقة وتزيد من الترابط بين الأطراف.
3. التعبير عن الامتنان والتقدير
غالبًا ما نتجاهل أهمية التعبير عن الامتنان والتقدير للأشخاص المقربين منا. كلمتان بسيطتان مثل “شكرًا لك” أو “أنا أقدر ما تقوم به” يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في إعادة إشعال شرارة العلاقة. تذكّر أن تعبر عن امتنانك ليس فقط بالأقوال، بل أيضًا بالأفعال.
4. تجنب الانتقاد اللاذع
الانتقاد المتكرر واللاذع يمكن أن يؤدي إلى تآكل العلاقة. بدلاً من التركيز على الأخطاء، حاول أن تتحدث عن ما تشعر به بطريقة بناءة، واقترح الحلول بدلًا من الانتقاد. هذا يفتح بابًا للحوار ويساعد في فهم احتياجات كل طرف.
5. التفكير في الماضي المشترك
من الجيد أحيانًا أن نسترجع الذكريات الجميلة التي عشناها معًا، سواء من خلال مشاهدة صور قديمة، أو الحديث عن مواقف مميزة. هذه الذكريات تعيد إحياء مشاعر الحب والتقدير، وتذكرنا بالأسباب التي جعلتنا نرتبط في المقام الأول.
6. تطوير الذات
في كثير من الأحيان، يكون فتور العلاقات ناتجًا عن شعورنا بعدم الرضا عن أنفسنا. لذا من المهم أن نعمل على تطوير ذواتنا، سواء من خلال تعلم مهارات جديدة، أو ممارسة الرياضة، أو قراءة الكتب. عندما نشعر بالرضا عن أنفسنا، نكون أكثر قدرة على تحسين علاقاتنا مع الآخرين.
7. طلب المساعدة إذا لزم الأمر
في بعض الأحيان، قد تصل العلاقات إلى مرحلة من الفتور يصعب معها التحسين من دون مساعدة خارجية. لا تتردد في طلب استشارة من متخصص في العلاقات، سواء كان معالجًا نفسيًا أو مستشارًا أسريًا. يمكن لهؤلاء المتخصصين أن يقدموا رؤى وأدوات تساعدك في تحسين العلاقة.
فتور العلاقات ليس نهاية الطريق، بل يمكن أن يكون فرصة لإعادة بناء العلاقة وتقويتها. المهم هو أن نكون واعين لما يحدث، وأن نكون مستعدين لبذل الجهد لتحسين الوضع. بالعزيمة والتفهم والنية الصادقة، يمكننا أن نعيد الحياة والدفء إلى علاقاتنا، ونستمتع بها كما كانت في بدايتها، بل وربما أفضل.