الوضوح أمر مهم للغاية وخصوصاً في التعامل مع الذات، إذ يجب علينا أن نحدّد قيمنا الشخصية التي تمثّلنا على المستوى الذاتي، وتلعب دوراً كبيراً في تشكيل شخصيتنا الخارجية، وطريقة تفكيرنا وتعاملنا مع الآخرين.
ما هي القيم التي تمثلنا؟
علينا أن نكون مدركين تماماً للقيم التي تمثلنا بالنسبة للعائلة والأشخاص الآخرين الهمين في حياتنا، وعلينا أن نعرف أيضاً أهم المبادئ التي تمثلنا، والقيم التي نمثّلها من خلال تعاملنا مع الآخرين، وأن نعرف التصرفات التي تتناسب مع شخصيتنا، والتي تصبح عادات بالنسبة لنا، وعلينا أن ندرك أيضاً أنّ علاقاتنا الأسرية والعلاقات التي نحبها خارج نطاق العمل، هي العلاقات الأكثر ثباتاً، والتي تبقى معنا حتى النهاية، وما عدا ذلك فهي علاقات عابرة مؤقتة، تنتهي مع انتهاء المصلحة.
يبدو أن جميع الأفكار المالية والمادية تتبخّر على الفور، عندما يكون الأمر متعلّقاً بحياتنا الشخصية، “إنّ العلامة الدالة على العقل المتميّز، هي قدرته على أن يحمل فكرتين متناقضتين في نفس الوقت، مع الاحتفاظ بقدرته على العمل السليم” فرنسيس سكوت فيتسجيرالد.
كيف نقوم بعملية التوازن في التفكير؟
من التمارين التي تقوم عليها تعاليم فلسفة التفكير، في أننا سنعيش الدهر بأكمله مع الإيمان، وفي الوقت ذاته، فإننا ننتظر نهايتنا في خلال أربع وعشرين ساعة، حيث تمكّننا قدرتنا على الاحتفاظ بتلك الفكرتين المتناقضتين في نفس الوقت من التركيز، بدرجة أكبر من الوضوح والهدوء على اللحظة الحالية.
تعتبر الطريقة المثلى لعيش حياتنا الشخصية بشكل نموذجي، على العمل بتوازن بين فكرة أننا سنعيش لفترة أطول، وأننا سنموت في القريب العاجل، ومن خلال اليقين بهاتين الفكرتين في عقولنا في نفس الوقت، فإننا سنتعامل مع الأشخاص بشكل مختلف وبطريقة أفضل مما نعتقد، وسيعمل هذا التوازن العقلي على الفور على تحسين علاقاتنا مع الأشخاص المقربين منّا بشكل ملحوظ.
إننا نعبّر عن القيم التي نحملها بداخلنا من خلال تصرفاتنا، خاصة عندما نكون واقعين تحت ضغط ما أو معرّضين للإغراءات، فعندما نكون متعبين أو متردّدين أو مضغوطين أو خائفين، أو نمرّ بمرحلة صعبة في حياتنا، فإننا غالباً ما نقول ونفعل أشياء لم نكن نتوقّع أن تصدر منّا على الإطلاق، وغالباً ما نعبّر عن بعض القيم المعتقدات التي لم نكن نعلم أنها لدينا من قبل.