أهمية تقييم النفس
نحن أشخاص جيدون من جميع الجوانب، فنحن مهذبون، وصريحون، ومجتهدون، ونتعامل مع الآخرين بلطف واحترام ومودة، وعلاقتنا مع الأسرة والأصدقاء والعمل جيّدة وتمتاز بالقوّة والمسؤولية، كما أنَّنا نمتلك الخبرة الكافية لتجاوز العقبات، ونحن أشخاص مُهمين في وسطنا الاجتماعي وفي عملنا أيضاً، أمامنا مستقبل واعد لنبلغه، فنحن مميزون على كافة الأصعدة.
هذه هي شخصيتنا الحقيقية، قد لا تكون تلك التقييمات حقيقية لدرجة الكمال، إلّا أنَّها وصف عام جيّد لشخصيتنا من الداخل، والمَسار الذي يجب أن نتّخذه في حياتنا، فعندما نقبل بلا شرط أنَّنا حقاً أشخاص لنا قيمتنا وقدرنا، فسوف نُعبّر عن كل الصفات الجيدة، فيما نقوم به ونقوله، ومع الوقت سيصبح ما نعتقده حقيقياً، حيث تصبح قيمنا وأحلامنا النموذجية هي حقيقتنا الواقعية.
كيف نبرمج عقولنا
لنتخيّل أنَّ هناك متجراً يبيع البرمجيات العقلية، وأنَّ بوسعنا شراء أي صورة ذاتية، أو أي مفهوم من المفاهيم والسلوكيات التي نريدها، ثمَّ نقوم بتثبيتها في عقولنا، وأنَّ هذا هو الشخص الذي سنكون عليه من الآن فصاعداً، فإذا كان مثل هذا المتجر موجود، ويمكن شراء أي مجموعة من المفاهيم، فما الذي سنختاره؟
الجواب يوجد حولنا، حيث سنقوم بالبحث عن أسعد وأنجح الأشخاص في عالمنا، وما يملكون من مُعتقدات ومفاهيم داخلية عميقة، ثمَّ نقوم باختيار تلك الشخصية، وبعد ذلك تحويلها إلى مشغلنا العقلي، ونبدأ في تفعيل استخدام البرمجيات والمفاهيم التي اكتسبناها.
بناء على العديد من المقابلات التي قام بها عدد من الباحثين مع أشخاص ناجحين، لمعرفة طبيعة البرمجة الخاصة بهم، وأي المفاهيم قد اكتسبوها منذ سنّ مبكرة، حيث تبيّن أنَّ المفاهيم الإيجابية التي تمتدح الذات، هي المفاهيم الأكثر فعالية ونجاحاً.
فإذا آمنّا إيماناً مُطلقاً أنَّنا سنحصل بلا شك على النجاح والسعادة، وأنَّ كلّ عقبة أو عائق يواجهنا، ما هو إلّا درس مهم نحتاج لتعلّمه حتى بلوغ أهدافنا، فلن يستطيع أن يوقفنا شيء على الإطلاق، وسوف نتحلّى بالإيجابية والتفاؤل معظم الوقت، وسوف نُحدّد ﻷنفسنا وقتها أهدافاً كبرى، تتجاوز بسرعة الفشل، وسينتهي بنا الطريق إلى أن يصبح واقعاً، فتغيير طريقة تفكيرنا هي الوسيلة الأنجح ﻷن نُغيّر حياتنا نحو الأفضل، وهذه أولوية لبرمجة عقولنا نحو التفوق والنجاح.