من الممكن أن تحدث الصدمة النفسية في أي مرحلة من مراحل الحياة، كما أنّ تأثيرها يتطوّر في مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة؛ في هذا الحين يكون الدماغ في طور النمو، إلّا أنّ هذه الصدمات يمكن أن يكون لها آثار طويلة الأجل، مثل التسبب في أمراض الاكتئاب والضغط والسمنة وأمراض القلب المختلفة، فقد يتسبب العجز عن التعامل معها وفهم التغيرات العضوية والنفسية لها في آثار على المستوى المهني والاجتماعي وغيره على المدى القريب والبعيد.
كيف يتعامل العقل مع صدمات الحياة
من الممكن ألّا نعرف ما يحدث أو لا يتفهم الآخرون التغيرات التي تظهر، إلّا أنّ الأمر ليس إلّا في العقل، فهم محقون بشكل تام بأنّ ذلك يقع تفسيره داخل الدماغ، بينما يجد البعض الآخر صعوبة في شرح معاناتهم للآخرين، فضلاً عن معرفة أسبابها، فقد يساعد الأمر وكذلك المحيطين بالشخص إذا كان يمر بأحد من معارفه بحدث أليم في فهم بعض التغيرات المخية التي تحدث في أدمغة هؤلاء وتقديم الدّعم اللازم لهم.
ترجع حساسية المخ للصدمات النفسية إلّا أنّ المواد العصبية الأساسية الخاصة بالدماغ تكون هشّة، فيمكن أن تؤدي هذه الصدمات لحدوث آثار طويلة الأجل تظهر في البداية في مرحلة الطفولة، كما يدوم تأثيرها في التراكيب العصبية في دماغ الكبار؛ ممّا يؤدي إلى تشويه معرفي وظهور أعراض لبعض الأمراض النفسية، فالصدمات النفسية تنتشر بين الشباب ولها آثار طويلة الأجل، حيث ذكرت دراسة بحثية أنّ أكثر من 68% من الشباب تعرضوا لصدمة أو حدث أليم بحلولهم سنّ الستَّ عشرة سنة،
أظهرت نتائج الدراسة أنّ أكثر من 20% من هؤلاء الأطفال عانوا بعد وقت معين من مشاكل دراسية ونفسية، كذلك إصابتهم بعدد من الأمراض الجسدية، إنّ مسكنات الألم الاعتيادية قد لا تخفف آلام الشخص الجسدية وحسب؛ بل تساهم في تخفيف حدة الآلام العاطفية كذكلك، هذا ما كشفته العديد من الدراسات التي أجرت على مجموعة من الناس ممّن تعرضوا للرفض والنبذ الاجتماعي خلال زمن قريب.
قامت دراسات عديدة باختبار مجموعة مختارة عشوائيًاً لعقار أسيتامينوفين acetaminophen، فهو أحد مسكنات الألم ومضادات الالتهاب في مقابل أخذ مجموعة أخرى لدواء وهمي «placebo» يومياً لمدّة ثلاثة أسابيع.