كيف يتم تحديد مستقبل المشكلة في الإرشاد النفسي؟

اقرأ في هذا المقال


كيف يتم تحديد مستقبل المشكلة في الإرشاد النفسي؟

في العادة لا تقف المشكلة التي يعاني منها المسترشد والتي تحتاج إلى العملية الإرشادية عند حدّ معيّن، فقد تتفاقم هذه المشكلة لتسبّب الضرر في أجزاء أخرى تتعلّق بالشخصية والثقة بالنفس وطبيعة الذات، وقد تلحق الضرر أيضاً بأعضاء مختلفة في الجسم قد تتطلّب في بعض الأحيان علاجاً نفسياً أو تدخلات جراحية خاصة، وقد يفقد الإنسان وجوده وشخصيته نتيجة استمرار المشكلة وعدم الوقوف عندها، فكيف للمرشد النفسي أن يقوم بتحديد المشكلة ومعرفة مستقبلها المتوقّع؟

ما الأمور التي يجب على المرشد النفسي القيام بها للتنبؤ بمستقبل المسترشد؟

إنّ قيام المرشد النفسي بتحديد المشكلة ومعرفة حيثياتها، يسهّل عليه التنبؤ بها ومعرفة ما قد تؤول عليه الأمور في حال استمرت، وهذا الأمر من شأنه أن يضع المسترشد في صورة المستقبل المتوقّعة في حال لم يتمّ إيجاد حلّ قطعي لهذه المشكلة، وهنا يمكن للمرشد أن يستغل معرفته التامة في التعامل مع حالات مماثلة، أو سرده لقصص أشخاص كانوا يعانوا من مشكلات نفسية مماثلة خضعوا للعملية الإرشادية ونجحوا في التخلّص من المشكلة، وما هي أبرز الخطوات والاهداف التي تمّ تحديدها مسبقاً في محاولة إيجاد الحل، وآخرين لم يرغبوا في الإفصاح عن مشكلاتهم النفسية، او الخضوع للعملية الإرشادية مما نتج عنها أثار مدمّرة على الصعيد الشخصية.

كيف يستغل المرشد التنبؤ بمستقبل المشكلة لصالح العملية الإرشادية؟

إنّ المسترشد الناجح يقوم باستعراض المشكلة التي يعاني منها المسترشد في ظلّ الماضي والحاضر والتنبؤ بالمستقبل، ويظهر للمسترشد مدى تطوّر هذه المشكلة عبر مراحل العمر المختلفة، والسلبيات التي أدّى لها استمرار هذه المشكلة على المدى القريب والمتوسط والبعيد، بحيث يتمّ استعراض أبرز النتائج المحتملة في حال استمرّ الحال ولم يتعاون المسترشد في عرض كافة المعلومات التي تلزم العملية الإرشادية لحلّ المشكلة بصورة نهائية.

يقوم المرشد بعرض المشكلة التي يعتقد جازماً أنها المعضلة الحقيقية التي تقف حائلاً في طريق تطوّر المسترشد، وما هي نسبة نجاح الحلول في التخلّص من هذه المشكلة، وما مدى تأثير هذه المشكلة على ناج المسترشد وبناء علاقات اجتماعية جديدة أو المحافظة على العلاقات القديمة أساساً، كلّ ذلك وأكثر يكون من نقاط قوّة المرشد في إقناع المسترشد في الخضوع للعملية الإرشادية، من خلال عرضه للمكاسب التي سيحصل عليها المسترشد في حال استمرّ في العملية الإرشادية بصورة صحيحة، والنتائج السلبية المحتملة في حال استمرّ الحال كما هو ورفض المسترشد البوح بأية معلومات أو الخضوع للعملية الإرشادية.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غي العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: