من الطبيعي أن يكون الإنسان العادي متوافقاً دوماً مع الأفكار والمعتقدات الثابتة التي يمتلكها، ولكن من غير الطبيعي أن يواجه الإنسان نفسه او يتحداها على اعتبار انّ هذا نوع من الجنون، ولكن في حقيقة الأمر أنّ تحدّي الذات والمراهنة على فعل أمور إيجابية لم يكن العقل يقبلها بصورة مسبقة هو أمر إيجابي مذهل، ومن الطبيعي أن تكون نتائجه رائعة على المدى القريب والبعيد في زيادة فاعلية الشخصية وقدرتها على التكيّف.
ما الفائدة من تحدي الذات
1. عمق التفكير
من خلال تحدّي الذات يمكن للفرد أن يعمق من تفكيره ويزيد من وتيرة التحدّي ومحاولة إثبات وجهات النظر بطرق أكثر فاعلية، حيث أنّ الإنسان الطبيعي عاجة ما يرى شخص آخر وهو العقل الباطن يقوم على طرح أفكار قد لا تتوافق وطبيعته، فيقوم على تحدّي ذاته من خلال القيام بأمور لم يكن يعتقد في يوم من الأيام أنه من الممكن القيام بها، مثل تعلّم لغة ما او تعلّم القيادة او الحصول على المرتبة الأولى في تخصص ما، وكلّ ذلك يزيد من إيجابية العقل.
2. النجاح والتفوق
من خلال تحدّي الذات يبدأ الصراع الداخلي لمحاولة إثبات وجهات النظر المتباينة، ومن يثبت حقيقة وجهة نظهر تكون له راية النصر، وفي هذه الحالة يزيد هذا الأمر من نشاط الذاكرة والقدرة على التركيز والوصول إلى النجاح والتفوّق بأقلّ الإمكانيات المتاحة، ولعلّ النجاح الذي نقصده هنا هو النجاح المبني على معتقدات صحيحة تمّ الحصول عليها من خلال التحدّي ما بين الفرد وذاته والحصول على أفضل الحلول الممكنة.
كيف أتحدى نفسي بصورة إيجابية
من الطبيعي أن يقوم الفرد بطرح فكرة ما ويبدأ الصراع الداخلي في ذاته من أجل إثبات أو نفي حقيقة أو صحّة هذه الفكرة، ولعلّ تحدّي الذات والبدء في البحث عن الحلول يكون من خلال استنباط شخصية افتراضية تكون نداً لشخصية الفرد، حيث يبدأ الحوار بين الشخصيتين الحقيقية والوهمية ويكون الرأي الأقرب إلى العقل والمنطق هو الرأي الذي يتم الأخذ به بصورة نهائية، وتعتبر هذه الطريقة من الطرق العلاجية لبعض الاضطرابات النفسية التي تزيد من ثقة الفرد بذاته.