اقرأ في هذا المقال
- الشخص الذي يتعامل مع غيره باللين واليسر
- أهمية المرونة والتأقلم في الحياة
- فوائد التعامل باللين واليسر
- استراتيجيات للتعامل باللين واليسر
الشخص الذي يتعامل مع غيره باللين واليسر
يتصف الشخص الذي يتعامل مع غيره باللين واليسر بالشخص المرن، كما ويتصف القائد الذي يقوم بالتعامل مع من هم دونه بطريقة لبقة يسيرة بأنه قائد مرن، وهكذا هي مسمّيات من يتصف باللين وسهولة التعامل واليسر مع غيره.
لو ذكرنا أن ذبابة حاولت الخروج من إحدى الغرف من إحدى النوافذ المغلقة واستمرت بالمحاولة مراراً إلى أن استنفذت جميع قواها وخرّت ميتة على الرغم من أنّ باب الغرفة مفتوحاً، على العكس من ذلك لو ذكرنا أن فأراً تم وضعه في متاهة متعددة الطرق ولكن في نهايتها يوجد قطعة من الجبن، فاستمر بالمحاولة وتغيير الطرق وصولاً إلى قطعة الجبن وهذا ما يسمّى بالمرونة واللين، فالذبابة كانت تصرّ على الخروج من النافذة المغلقة ولم يكن لديها المرونة الكافية في البحث عن بدائل أمّا الفأر فقد كان يمتلك المزيد من المرونة واللين وصولاً إلى غايته وهي قطعة الجبن .
وعلى سبيل المثال يرجع سرّ نجاح الشعب الياباني إلى قدرتهم على التلاؤم السريع مع الغير، ودائماً ما يقومون بتحسين إنجازاتهم، فهم يمتلكون إيماناً شديداً بثلاثة كلمات يطبقونها في حياتهم باستمرار :
- الكلمة الأولى هي “كونيشو” وتعني أهلاً ومن خلالها يسلّمون على بعضهم البعض ويقومون بها أيضاً بتحية أي شخص غريب يقابلونه، ويضيفون على تلك التحية ابتسامة عريضة هادئة .
- الكلمة الثانية هي “كيزن” وتعني التحسين المستمر، وذلك ﻷنهم يقومون بتحسين كلّ شيء يعملونه ويعاملوه بأحسن طرق المعاملة.
- الكلمة الثالثة هي “أريجاتو” وتعني شكراً وذلك ﻷنهم يقومون على تقدير الآخرين وشكرهم على كلّ شيء دلالة على ليونتهم ومرونتهم في التعامل.
أهمية المرونة والتأقلم في الحياة
المرونة والتأقلم يقومان بتقريبنا أكثر من تحقيق أهدافنا فقائد الدائرة عادة ما يكون مستعداً لمواجهة أي خطر طوال الرحلة، وتعديل مساره وصولاً إلى غايته وهي أرض المطار، وهناك العديد من الناس الذين يمتازون بالتعصب وعدم المرونة ولا يستطيعون التعايش بشكل مثالي مع غيرهم مما يجعلهم عُرضة للكُره وعدم التعامل معهم، فالمرونة في التعامل والعمل ضرورة من ضروريات الحياة، فالشخص الذي يمتاز بمرونة في أسلوبه يكون تحكّمه في الأشياء أكبر.
علينا بتحصين أنفسنا بالمرونة اللازمة لإجراء ما هو لازم من تغييرات، حتى نقف على أقدامنا مرة أخرى ونسير على الطريق الصحيح.
فوائد التعامل باللين واليسر
1. تعزيز العلاقات الإيجابية
التعامل بلطف يساعد في بناء علاقات قوية ودائمة. عندما يشعر الآخرون بأنهم محترمون ومفهومون، يزداد احتمال تطوير علاقة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.
2. تقليل التوتر والصراعات
يساهم اللين في تقليل النزاعات والمشاحنات، حيث يسهل حل المشكلات بشكل سلمي عندما يكون التواصل مفتوحًا وصادقًا.
3. تحسين التواصل
عندما نكون لطفاء ومتفهمين، نُظهر للآخرين أننا نقدرهم ونستمع إليهم، مما يُحسن جودة التواصل ويشجع على التفاعل الإيجابي.
استراتيجيات للتعامل باللين واليسر
1. الاستماع الفعال
الاستماع الجيد يُظهر للآخرين أنك تقدر وجهات نظرهم ومشاعرهم، مما يخلق جوًا من الثقة والاحترام.
كيفية التطبيق:
- الانتباه الكامل للمتحدث وتجنب المقاطعة.
- استخدام تعابير الوجه ولغة الجسد لتظهر أنك مهتم.
- تلخيص ما قاله الشخص الآخر للتأكد من الفهم الصحيح.
2. التعاطف
التعاطف يعني القدرة على فهم مشاعر الآخرين ووضع نفسك في مكانهم.
كيفية التطبيق:
- حاول فهم المشاعر والاحتياجات التي يعبر عنها الشخص الآخر.
- اعترف بمشاعرهم بصدق، مثل قول “أستطيع أن أتفهم أنك تشعر بالإحباط بسبب هذا الموقف.”
- تجنب الحكم السريع أو النقد.
3. استخدام اللغة الإيجابية
تساعد الكلمات اللطيفة والتعبيرات الإيجابية في خلق جو مريح ومشجع.
كيفية التطبيق:
- اختر كلماتك بعناية لتكون مشجعة وداعمة.
- تجنب الكلمات السلبية أو الحادة التي قد تجرح مشاعر الآخرين.
- استخدم تعبيرات مثل “أقدر مجهودك” و”أثني على ما قمت به.”
4. التحلي بالصبر
التعامل بالصبر يمكن أن يكون له تأثير كبير على كيفية معالجة المواقف الصعبة.
كيفية التطبيق:
- أخذ نفس عميق قبل الرد في مواقف التوتر.
- تذكر أن الجميع يخطئون وأن الكمال غير موجود.
- امنح الشخص الآخر الوقت الكافي للتعبير عن نفسه دون استعجال.
5. الاعتراف بالخطأ
الاعتراف بالخطأ والاعتذار عند الحاجة يظهر نضجًا واحترامًا للآخرين.
كيفية التطبيق:
- إذا ارتكبت خطأً، اعترف به بصدق واعتذر.
- كن مستعدًا لتحمل مسؤولية أفعالك وتعلم من أخطائك.
- اعرض حلولًا للتصحيح أو تحسين الوضع.
التعامل مع الآخرين باللين واليسر ليس مجرد طريقة لتحسين العلاقات، بل هو أسلوب حياة يساهم في خلق بيئة مليئة بالتفاهم والاحترام المتبادل. من خلال الاستماع الفعّال، والتعاطف، واستخدام اللغة الإيجابية، والتحلي بالصبر، والاعتراف بالخطأ، يمكن للأشخاص بناء علاقات قوية ودائمة تعزز من رفاهيتهم الشخصية والمجتمعية. إن تبني هذا النهج في الحياة اليومية يساهم في خلق عالم أكثر تناغمًا وتعاونًا.