لقد ساعدتنا معرفتنا بلغة الجسد في تفسير ومعرفة حقيقة الأشخاص الذين نتعامل معهم، فقد لا نحتاج إلى التحقّق من لغة أجساد جميع الأشخاص الذين نتعامل معهم، ولكن في حالة التعامل مع الشخصيات المتسلطة سنكون مجبرين على تتبع وترجمة لغة أجسادهم؛ من أجل التعامل معهم بطريقة مضادة تحافظ على كياننا بشكل يليق وثقتنا بأنفسنا.
كيف نتغلّب على الشخصية صعبة المراس أو المتسلّطة؟
عندما نقوم بالذهاب إلى إحدى الحفلات فإننا نلاحظ أن الأشخاص الذين يعجبون ببعضهم البعض أو يتفقوا في الحوار فيما يتعلّق بأحد الموضوعات محور الحوار، سنجد مثل هؤلاء الأشخاص يحاولون تقليد حركات أجساد بعضهم البعض بصورة غير شعورية، ممّا يعطي انطباعاً باتفاقهم في الرأي وقدرتهم على التواصل فيما بينهم.
عندما نقوم بالوقوف وجهاً لوجه مع شخص يتّسم بصعوبة المراس والتعامل مع الآخرين، يمكننا استغلال لغة جسدنا لدفعه إلى الاسترخاء والوصول إلى حالة من الهدوء والقدرة على تقبّل أفكار الآخرين، وتتمثّل الخطوة الأولى لتحقيق ذلك في تجاهل حركاته السلبية، ثم الإتيان بحركات إيجابية هادئة مع زيادة في معدّل النظر إلى عينيه، فهذه الطريقة سوف تدفعه إلى التقليل من الحركات السلبية لديه بصورة تدريجية، وبالتالي التغلّب على الشخصية صعبة المراس بالتأثير عليها بطريقة غير مباشرة، ولكن للقيام بهذا الأمر علينا أن نكون متمرسين وقادرين على فهم واستخدام لغة الجسد بشكل جيّد.
النظر إلى المنطقة المثلثية في وجه الشخصية المتسلّطة ذو معنى دلالي في لغة الجسد:
يمكننا التعامل مع الشخصية المتسلطة التي تنظر إلينا من أعلى، من خلال النظر بثبات إلى المنطقة المثلثية المتواجدة ما بين الحاجبين، فهذه النظرة تعطي انطباعاً يوحي بجديّة الموقف، فإذا لم ننزل بنظرنا إلى ما دون مستوى نظر الطرف الآخر، فسنحتفظ وقتها بهذا الوضع الراهن، وبالتالي نكتسب بعض السيطرة على الموقف.
ولكن عندما نقوم بإنزال نظرنا إلى أقلّ من مستوى العينين، فإنّ ذلك يخلق جوّاً وديّاً واجتماعياً، ممّا يجعل الطرف الآخر يحاول استعادة المبادرة من خلال التحدّث بغرور وتكبّر أو محاولة التغلّب علينا، فالجميع يعتقد بأنّ لغة الجسد التي يقوم على استخدامها هي الأكثر صواباً وواقعية، ولكن الواقع يثبت غير ذلك، حيث أصبح للغة الجسد علم ودلالات اتفق عليها العديد منا حتى أصبحت تلك الاستخدامات ذات معنى دلالي لا غنى عنه.