لا أحد يفكّر نيابة عن الآخرين، والنجاحات منوطة بكلّ من يقدّم أفكاره العظيمة في سبيلها، فإحدى أهم التغيرات العميقة التي حدثت في العقد الماضي، هو أن الوحد منّا اليوم قد تحوّل إلى فنّان تشكيلي، يقوم على رسم ملامح مستقبله، فلا يمكننا حالياً الاعتماد على أحد من أجل الاهتمام، وقبول مسؤوليات نجاحات طويلة المدى في حياتنا العملية، بل يجب علينا أن نفكّر وأن نتصرّف نيابة عن أنفسنا.
نحن نعمل لدى أنفسنا ومن أجلها:
نحن رؤساء شركة خدماتنا الشخصية، ونحن دائماً ما نعمل لدى أنفسنا، بغض النظر عمّن يقوم بصرف رواتبنا، وأكبر خطأ يمكن أن نقع فيه، هو أن نفكّر بأننا نعمل لدى شخص آخر غير أنفسنا، فالطريق إلى النجاح في أي شيء نفعله، هو أن ننظر إلى أنفسنا على أننا وكلاء أحرار، ويجب علينا أن نبحث طوال الوقت عن طرق جديدة لإضافة تلك القيمة إلى أنفسنا في كلّ يوم، فنحن اليوم مسؤولون عن أنفسنا.
إنّ الشعور بالتحكّم هو مفتاح الوصول إلى الوجّه العقلي الإيجابي، والشعور بالطاقة الشخصية، وعندما نقبل تحمّل المسؤولية الكاملة عن حياتنا، فنحن نتحكّم في قدرتنا ونحسّ بشعور رائع حيال أنفسنا، حيث أننا نشعر وكأننا أقوى وأكثر ثقة وأكثر قوّة، فلقد أصبحنا نحن الذين نتحكم فيما يدور من حولنا، ولسنا مجرّد ضحيّة للظروف.