النجاح يتطلب خلق عادة ناجحة

اقرأ في هذا المقال


إذا أردنا النجاح بشكل حقيقي مباشر، فعلينا أن ندرك بعض الحقائق المهمة، حيث أن النجاح لا يقاس بالكمّ بقدر ما هو متعلّق بالديمومة، ولا يتعلّق بالمجهود المبذول والنتيجة النهائية بقدر ما يتعلّق بخلق عادة يومية صغيرة تستمر معنا طوال العمر.

النجاح يتطلّب خلق عادة يومية:

النجاح لا يتطلّب منا بذل مجهود يفوق الطاقة، بل يتطلّب خلق عادة تقتصر على تحفيز جانب أو عادة أو سلوك بشكل يومي نعتقد بأننا غير مكتملين فيه، ونحتاج إلى تعزيزه أو اكتسابه بطريقة مميّزة صحيحة، كممارسة القراءة بشكل يومي لحصد أكبر قدر ممكن من المعلومات، وفتح مجال كتابة المقالات في جانب ما، وهذه التجربة مجرد مثال ونموذج على أهمية خلق عادة يومية ناجحة دون حمل هم النجاح ذاته.

علينا ألا نشغل بالنا مثلاً بالحصول على جسد رشيق، بل بتخصيص عشر دقائق يومية لممارسة الرياضة، وعلينا ألا نشغل بالنا في إتقان لغة نرغب في أن نتحدّث بها بطلاقة، فكلّ ما علينا فعله هو حفظ خمس كلمات بشكل يومي، وعلينا ألا نشغل بالنا بتحقيق ثروة كبيرة بل بالإبداع في أعمالنا اليومية، فالعمر يمضي بسرعة وحين نستمر ونداوم على أي عادة ناجحة سنتفاجئ بعد عام أو عامين أننا لم نحقّق هدفنا فقط، بل تجاوزناه بأشواط عديدة، الأمر الذي سيفاجئنا نحن شخصياً قبل أي إنسان آخر.

إن الإنجاز الناجح يتطلّب إيجاد عادة يومية دائمة، وليس التفكير بحجم النتيجة أو الهدف النهائي، فمجرد التفكير بضخامة النتيجة كتعلّم أكثر من لغة أو كتابة مئات المقالات، سيصيبنا بالإحباط وينتهي بنا الحال بالفشل حتى قبل البدء.

ما فائدة اكتساب عادة ناجحة؟

إنّ مجرد خلق عادة ناجحة يزيد من إصرارنا على اكتساب عادات أخرى أكثر نجاحاً وتطوّراً، فما دمنا نتصف بالإيجابية فيمكن لنا أن نكتسب عادات حميدة بشكل يومي، وهذا يحتاج إلى العديد من السنوات الجادة من العمل الدؤوب على تنمية الذات؛ لتحقيق شخصية مكتملة الجوانب.

الأذكياء يختلفون عن غيرهم بقدرتهم الخارقة على التغيّر السريع، ومعرفة مواطن الضعف والقوّة الكامنة لديهم، فهم على معرفة بما يلزمهم من عادات ومعارف وأدوات يستطيعون من خلالها تحقيق أهدافهم المستقبلية، فهم عادة لا ينظرون خلفهم إلا على سبيل المعرفة، فهم يهاجمون عادةً إلى الأمام نحو الهدف؛ ﻷنهم يدركون حجم المنافسة وضرورة السرعة في تحقيق الهدف.


شارك المقالة: