لعب طفل الروضة وعلاقته بثقافة المجتمع

اقرأ في هذا المقال


يوجد اختلاف ملحوظ في طبيعة الألعاب التي يُمارسها أطفال الروضة، ويعود ذلك لاختلاف الثقافات، ومع وجود هذا الاختلاف لو انتقل الفرد من منطقته إلى منطقة أخرى، فسوف يرى الأطفال يُمارسون بعض الألعاب المألوفة عنده، بالرغم من وجود الفروقات في أسماء هذه الألعاب وقواعدها.

مفهوم ثقافة المجتمع:

يُمكن تعريف ثقافة المجتمع بأنَّها: الأسلوب المتعارف عليه للحياة في مجتمع معين، ومن أبرز الصفات التي تُميز هذا الأسلوب بأنَّه قابل للنمو والتطور، وهو يتضمّن لغة وعادات وقيم ووسائط الاتصال لذلك المجتمع، بالإضافة إلى أساليب حياة الأفراد اليومية والأنظمة المختلفة.

كيفية تأثير الثقافة المجتمعية على لعب طفل الروضة:

يوجد اختلافات عديدة بين المجتمعات، ويعود ذلك لاختلافها في الإطار الثقافي التابع لها، حيث يوجد ثقافة غنية ومنفتحة على الثقافات الأخرى، ويوجد أيضاً ثقافة منغلقة و منعزلة، ويُمارس أطفال الروضة في كل مجتمع ألعاباً تختلف عن باقي المجتمعات، وقد تتشابه المجتمعات ببعض الألعاب كالقفز، ألعاب الاختباء، وكرة القدم.

وتتصف ألعاب أطفال الروضة في المجتمعات ذات المستويات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة بأنَّها تقليدية متوارثة، بينما يُمارس أطفال الروضة الذين يعيشون بمستويات أعلى ألعاباً عصرية، كما أنَّهم يُمارسون الألعاب في الأماكن المخصصة للعب كالحدائق والساحات.

تُساهم ألعاب أطفال الروضة بعكس ثقافة مجتمعهم بصورة كلية، بالإضافة إلى عكسها للثقافة المحلية، حيث يوجد فروقات بين ألعاب أطفال الروضة الذين يعيشون بالمدينة، وألعاب أطفال الروضة الذين يعيشون بالقرية، وهذا لا يرجع بسبب اختلاف مكان العيش فقط، ولكنه يعود أيضاً نتيجة اختلافهم بالقيم والاتجاهات، كما يعود نتيجة قلَّة المثيرات البيئية وأدوات الألعاب في الريف.

كما تُساهم ثقافة المجتمع بالتأثير على طبيعة أشكال ومحتوى الألعاب التي يُمارسها أطفال الروضة، فمثلاً إذا قام طفل الروضة الذي يعيش في القرية بالرسم، فإنَّه يقوم غالباً برسم الحقل والأشجار، أمّا طفل الروضة الذي يعيش في المدينة، فإنَّه سيقوم برسم طفل يرتدي الملابس العصرية، أو الأشياء التي تتواجد في محيطة.

وقد تمَّ تفسير سبب وجود العديد من الاختلافات ما بين رسومات أطفال الروضة الذين يعيشون بالمجتمعات القروية، وأطفال الروضة الذين يعيشون بالمدينة، بأنَّ هؤلاء الأطفال يقومون من خلال الرسم بتصوير مظاهر أساليب حياتهم السائدة في هذه المجتمعات، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ طفل الروضة يتأثَّر بالثقافة السائدة بمجتمعه، ويقوم بالتعبير عنها من خلال الرسم، كما تبيَّن بأنَّ الطفل الذي يعيش بالقرية يكون متأخراً بنموه الفني، من الطفل الذي يعيش بالمدينة، ويعود ذلك لعدَّة أسباب مثل مناخ البيئة بصورة عامة في القرية والمدينة.


شارك المقالة: