اقرأ في هذا المقال
لغة الجسد كأسلوب حياة:
وجِد الإنسان على هذه الأرض وسخّر له ما فيها لضمان العيش ضمن جماعات، فكل فرد هو عضو من مجموعة أو ربّما مجموعات يؤثّر فيها ويتأثر بها في جميع مجالات حياته، فتواصل الناس ببعضهم سلوك فطري وأسلوب حياة وحاجة حيوية تقتضيها نزعة التعارف وضرورات العيش، وإذا أردنا أن نعرف قيمة لغة الجسد، علينا أن نتخيّل سويّة ما شكل الحياة ونحن نتحدّث بنبرة صوت واحدة وبكلمات منطوقة دون الحاجة إلى الحركات والإيماءات المستخدمة في لغة الجسد؟ وقتها سندرك أنّ لغة الجسد أسلوب حياة وطريقة لعيش أفضل.
لغة الجسد طريقة اتصال توضح الواقع:
من خصائص البشر التواصل والاتصال فيما بينهم لأداء مهام تتجه نحو تحقيق هدف أو أهداف الأفراد والجماعة في آن واحد، فحياة مجتمع، ما غير ممكنة إذا لم يكن هناك اتصال، إذ لا يستطيع الناس تنظيم أفعالهم وفقاً للسببية الفيزيائية، وهذا يعني أنّ كلّ تفاعل إنساني يفترض بالضرورة تدخّل أفكار اتصالية، إمّا بشكل مباشر عن طريق الكلام المنطوق أو غير مباشر عن طريق لغة الجسد، ومهما يكن الأمر نلاحظ وجود اتصال بين الأفراد في واقع الأمر أمرّ حتمي.
ما مدى أهمية وسائل الاتصال في نجاح المجتمعات؟
أثبتت الدراسات أن ما نسبته خمس وثمانون بالمئة من نجاح المجتمعات يعزى إلى مهارات الاتصال مع الآخرين وعلى رأسها لغة الجسد، وأنّ ما نسبته خمس عشر بالمئة من نجاح المجتمعات يعزى إلى إتقان مهارات العمل المتنوّعة، والتي لا تخلو اهتماماً لضرورة التواصل المنطوق وغير المنطوق عبر لغة الجسد، وهذه الإحصائيات تعطينا مؤشّراً واضحاً على أنّ لغة الجسد أسلوب حياة وطريقة لنجاح المجتمعات والنهوض بها.
لكي نتواصل مع الآخرين بشكل بارع، ينبغي لنا من ممارسة أساسيات التواصل عبر لغة الجسد بشكل متقن، وأن نقوم ببناء مكونات رئيسية للتواصل الإيجابي الفعّال، وهو كسب المصداقية والثقة لدى الآخرين، إذ لن يتواصل المستمع أبداً مع المتحدّث إذا لم يثق به ويعتقد بأنّ لكلامه مصداقية، ولن يكون الشخص ناجحاً في حديثه حتّى يستطيع باستمرار بناء الثقة والمصداقية بما يقول وخير من يثبت صحّة هذا القول هو لغة الجسد التوافقية مع الكلام المنطوق بشكل لا يجعل مجالاً للشكّ.
