اقرأ في هذا المقال
لغة الجسد التي تدل على الإصرار:
المُطّلع على استخدامات لغة الجسد يجدها توضّح الأفكار والأهداف الغامضة، التي لا يرغب البعض في البوح بها للعلن، وهي خير دليل على صحّة الكلام ومنطقيته بالنسبة للشخص المتحدّث من عدمه، وعادة ما نقوم بتصرفات نظهر من خلالها لغة جسد تشير إلى صيرورتنا واعتقادنا الجازم بصحّة الشيء الذي نقوم به، والدفاع عنه بكافة الأساليب الممكنة، ولغة الجسد خير من يمثّل هذا العمل.
كيف تشير لغة جسدنا إلى الإصرار؟
لا تزال الدراسات تؤكّد مدى أهمية لغة الجسد في إثبات وجهات النظر، ولعلّ لغة الجسد هي الدليل الذي يبحث عنه كلا الطرفين للاقتناع بمحتوى الكلام، فمهما نطقنا من كلمات لن نستطيع الدفاع عن منطقنا وموقفنا بالقدر الذي نأخذه من لغة الجسد الخاصة بنا، وهذا الأمر يتعلّق بكافة الأفكار والمعلومات التي نتحدّث بها ونتبناها بطريقة إيجابية.
إنّ الطريقة التي نحاول من خلالها إثبات وجهات نظرنا بالمنطق والقوّة تسمّى إصراراً موجّهاً باستخدام لغة الجسد، فنحن خلال حديث أحدهم أول ما نقوم بمتابعته هو محاولة قراءة لغة الجسد الخاصة بعينيه، وتعابير وجهه، وحركات يديه، ومقدار ثقته بنفسه، فإن توافقت لغة جسده هذه مع كلماته المنطوقة، أثبتت مدى إصراره على إثبات وجهت نظره بطريقة حقيقية صحيحة بعيداّ عن الخداع والكذب.
الإصرار الإيجابي والسلبي في لغة الجسد:
إنّ ما نسبته خمس وخمسون بالمئة من التواصل بين الناس يعتمد بشكل رئيسي على لغة الجسد، فنحن عادة لا نكترث بالكلام المنطوق قدر اهتمامنا بلغة الجسد التي ترافقه، وإصرارنا على وجهة نظر معيّة قادرة على كشف حقيقة نوايانا والدافع وراء هذا الإصرار، ففي كثير من الأحيان يكون الإصرار لغة جسد إيجابية تدافع عن وجهات النظر وتحاول إثباتها بالحجّة والدليل، ولكن في أحيان أخرى يكون الإصرار سلبياً، وخاصة إذا ما كان خاطئاً مبنيّا على أسس ومصالح شخصية، ولن تكون في هذه الحالة لغة الجسد متاحة بالشكل الصحيح.
الطريقة التي نصرّ بها على رأينا ونثبتها بلغة جسدنا هي الطريقة الأكثر شفافية، وهذا الأمر من شأنه أن يصنع فارقاً ما بين الإصرار الإيجابي الحقيقي المدافع عن وجهات النظر الصحيحة باستخدام لغة الجسد، والإصرار الوهمي المخادع الذي سرعان ما يتمّ كشف أمره.