يعتبر اتجاه الجسد وحركات القدمين في اللقاءات العامة كدلالة مهمة في تقبّلنا من قبل الآخرن من عدمه، حيث يعتبر اتجاه الجسد وحركة القدمين لغة أكثر انفتاحاً ووضوحاً أو يمكننا القول أكثر اجتماعية من التي قد نلحظها من حركات العينين أو الشفتين.
شكل الوقوف ودلالاته في لغة الجسد:
في المناسبات الاجتماعية قد يكون من المفيد ملاحظة الزوايا التي يقف بها الآخرون مع بعضهم البعض، فعلى سبيل المثال، في المجتمعات الغربية وخاصة الدول الناطقة باللغة الإنجليزية يقوم الأشخاص الذين لا تربطهم علاقة صداقة حميمة بالوقوف على زاوية حوالي تسعين درجة من بعضهم البعض، فإنّ هذه الزوايا في الوقوف تعني في الغالب مناقشتهم لموضوع عام، وعدم ممانعتهم إلى انضمام طرف ثالث إليهم كون الحديث عام، وذلك مفهوم من خلال قراءة الزاوية الواقعة فيما بينهما.
إذا بدأت الزاوية تضيق بين المتحدثين، فإنّ ذلك قد يعني انتقالهم إلى الحديث عن موضوع أكثر خصوصية أو موضوع شخصي، وهذا دليل على ازدياد وتيرة الحديث والتشويق وتقارب العلاقات فيما بين الطرفين، وعدم الرغبة في انضمام طرف ثالث إليهما، وقد ينتقلان لاستمرار الحديث في مكان آخر يبعد عن صخب الآخرين.
إذا اشترك المتحدّثان في حوار شخصي وممتع، فإنّ المسافة الفاصلة فيما بينهما ستصبح أكثر ضيقاً وقرباً إلى درجة نشعر فيها بالالتصاق، وكذلك الإطالة في الحديث وعدم التفات أي منهم إلى ما يدور حولهم، وفي حال اقترب منهم أي طرف آخر يتم التوقف عن الحديث بشكل مفهوم ومحاولة عدم التحاور مع الطرف الثالث.
شكل الجلوس ودلالاته لغة الجسد:
للجلسات التي يقوم بها طرفي الحديث المثير العديد من الدلالات، فالجلوس بطريقة يتمّ من خلالها وضع اليدين على الفخذين وعدم وضع قدم فوق أخرى هي دلالة على احترام الطرف الآخر والإصغاء إليه، أمّا إذا قام أحد الطرفين بوضع قدم فوق أخرى أو عدم الالتفات إلى الطرف الآخر فهي دليل على ثقة مفرطة بالنفس وعدم الاكتراث بما يقوله الطرف الآخر، كما وأنّ حركات الأيدي في حالة الجلوس تعتبر دليلاً على اهتمام كلا الطرفين في محاولة إيصال الفكرة بالشكل الصحيح.