لغة الجسد التي يستخدمها المحتالون:
كثيراً ما نستخدم لغة الجسد لتأكيد صحّة الكلام الذي نتحدث به سواء كان هذا الكلام صحيحاً أو غير صحيح، ولكننا لم نتساءل في يوم ما عن السرّ الكامن وراء نجاح عدد من المحتالين أو النشالين في العمل غير الشرعي الذي يقومون به، هل يستخدمون أدوات ما متاحة للجميع أم أنهم يستخدمون كلامهم المعسول لإقناع غيرهم بصحّة خدعهم اللفظية، أم أّنهم يستخدمون لغة الجسد كوسيلة رئيسية للعبث بأفكار الآخرين والاحتيال عليهم أو نشلهم.
هل يحسن المحتالون استخدام لغة الجسد؟
لا يوجد شيء يمكنه إفساد عطلتنا مثل تعرّضنا للنشل أو للاحتيال، ففجأة يصبح هؤلاء الأصدقاء الذين كنّا نراهم رائعين إلى مشتبه بهم في نظرنا، وهذا الأمر لا يحدث بمحض الصدف أو بشكل عشوائي فمن يقومون بعمليات النصب والاحتيال أو بالنشل هم أشخاص محترفون قادرين على توظيف لغة جسدهم بشكل رائع بحيث يستخدمون كافة الخدع المتاحة لتوظيف لغة جسدهم؛ لإخفاء حقيقتهم أو تغييرها بشكل جذري إلى أشخاص آخرين مقنعين تماماً.
يميل معظم النشالون إلى استخدام الخدع ذاتها في جميع أنحاء العالم، ولكن ما قد ينجح نجاحاً باهراً في باريس قد لا يكلّل بالكثير من النجاح في شوارع سيدني، ولكن يتعلّق الأمر برمته في كيفية استخدام لغة جسد تمكّنهم من التعرف على الناس ومحاولة إلهائهم، سيبذل اللصوص أقصى ما بوسهم لكي يبدو عليهم أنهم ليسوا لصوص، فسيرتدي بعضهم ملابس رجال أعمال محترمين، وقد تصطحب بعض النشالات أطفالهن في قطار الأنفاق كلغة جسد تجذب الشفقة وتخدع الآخرين، حتّى تلك العجوز الضعيفة التي تقبع في وسط الحافلة رافضة الجلوس قد تكون نشّالة محترفة قد استخدمت لغة جسد لا يمكن لأحد تكذيبها.
كيف يتم كشف لغة جسد اللصوص والنشالون؟
يحاول اللصوص والنشالون والمحتالون عادة البدء بالسيّاح حيث يرغبون في أن يبدأوا كأشخاص لا يمكن لأحد الشكّ فيهم أبداً، ولكنهم في طبيعة الحال يقومون بمدّ أيديهم في الجيب الخلفي أو في الحقيبة مستغلين حالة الشعور بالنشوة والاندهاش من حجم الثقة المطلقة التي قاموا باكتسابها، فهم ودودون مبتسمون، في حين يمدّ رجل الأعمال هذا يده من تحت الصحيفة التي يمسكها ويفتح سحّاب الحقيبة ويقوم بنشلها، لهذا فاللصوص والنشالون والمحتالون هم من أكثر الأشخاص استخداماً للغة الجسد المصطنعة وأكثرهم إجادة لها فعلينا الحذر منهم.