اقرأ في هذا المقال
قبل ذهابنا إلى أي مكان من أجل الترويج لفكرة أو بضاعة أو شيء ما نرغب في الحصول على النجاح من خلاله، وقبل محاولتنا إقناع أي شخص بعمل أي شيء، علينا أن نحقق قدراً من الثقة بيننا وبين الآخرين، حيث يعتقد بعض الأشخاص أنهم قادرون على اكتساب ثقة الآخرين في وقت قصير للغاية، ولكنّ هذا الأمر قد يبطئ من سير الأمور بعد ذلك، حيث ينسى معظم الناس مدى نسبية مسألة الثقة، ولا يضعون في حسابهم اختلاف السرعة التي يستطيع بها البعض الثقة في المتحدث على اختلاف شخصياتهم.
اكتساب ثقة اﻵخرين تدريجياً:
لا يختلف العمل عن الحياة الشخصية الخاصة في حقيقة أننا لا نستطيع تحقيق الثقة بيننا وبين الآخرين إلا بصورة تدريجية، فقد نحقّق قدراً من الثقة في دقيقة واحدة، ثم نفقد هذا القدر من الثقة في الدقيقة التي تليها، فإذا اعتقدنا أننا نسير بخطى سليمة نحو اكتساب ثقة اﻵخرين، فعلينا وقتها أن نثق بحدسنا وأن نستمر في المهمة حتى النهاية، مع توقّع إعادة الكّرة مرّة أخرى، فمندوبي المبيعات حديثي العهد بالوظيفة يعتقدون عادةً أنهم قد أنهوا المهمّة بنجاح من أول مقابلة لهم مع العملاء؛ ومن ثمّ يبدأون في التصرّف وكأنهم قد اكتسبوا ثقتهم بالفعل، وفي واقع الأمر يوصف مثل هؤلاء الأشخاص بالإلحاح، فهم يتعجّلون الأمور بصورة مزعجة مما يؤدي في النهاية إلى فقدانهم أية ثقة تمكنوا من اكتسابها قبل ذلك.
استخدامات لغة الجسد لاكتساب ثقة الآخرين في حالة البيع والإقناع:
أولاً: الانتباه إلى الحدود الفاصلة عند الوقوف:
علينا أن نضع في اعتبارنا أن الوقوف بجانب الأشخاص الذين نرغب في إقناعهم بإحدى الأمور، من الأشياء التي تثير إنزعاجهم وربما خوفهم، وعلينا ألّا ننسَ أن المسافة التي يجب أن تفصل بيننا وبين اﻵخرين تبدأ من حوالي المتر والنصف، وهي مسافة تمكننا من استخدام لغة الجسد بشكل واضح للطرف الآخر.
ثانياً: طريقة المصافحة الصحيحة:
وذلك أن تكون طريقة المصافحة حارّة وبشكل مهذّب يدّل على تقديرنا للآخرين، ومحاولة اكتساب ودّهم بطريقة لطيفة تدلّ على حُسن الخُلق.
ثالثاً: نطق اسم الشخص الذي نتعامل معه بطريقة صحيحة:
علينا أن نعرف ان أجمل ما يمكننا سماعه من قبل الآخرين هو أن يتم نطق أسماءنا بشكل صحيح واضح، ولكن علينا أن نضع في اعتبارنا عدم المبالغة في هذا الأمر كما يفعل البعض وخصوصاً غير المحترفين، فتكرار اسم الأشخاص على فترات منتظمة يعدّ أمراً مزعجاً ويوحي بعدم الصدق والتصنّع والنفاق، كما ويمكننا استخدام لغة الجسد في تفخيم لفظ الاسم عندما يتمّ نطقه.
رابعاً: الابتعاد عن الثرثرة:
من محاسن استخدام لغة الجسد أن لا نستخدم اللغة المنطوقة بكثرة يمكن وصفها بالثرثرة بحيث تقلّ أهمية الكلام الذي نتحدّث به، فهي تعطي انطبعاً بالسطحية والتفاهة وتوحي بعدم اهتمامنا بما يقوله الآخرين.