لغة الجسد تفضح المشاعر:
قد نتمكّن في مرحلة من مراحل الحزن أو الغضب أو التوتّر أن نقلّل من كلماتنا المنطوقة خوفاً من معرفة حقيقة مشاعرنا، ولكن مهما حاولنا التمثيل والخداع فلن نتمكّن من إخفاء كافة تعابير وجوهنا وإيماءاتنا وحركات أعضائنا الخاصة بلغة الجسد، كون لغة الجسد هي لغة الحقيقة التي لا تخفى على أحد، فهي تعطينا الإجابة دون الحاجة إلى السؤال، فبمجرّد نظرنا إلى شخص ما نعرف طبيعة المشاعر التي تدور في داخله.
كيف يتم التعبير عن المشاعر عبر لغة الجسد؟
إنّ التعبير عن المشاعر يتمّ على شكل عائلات أو مجموعات من التعابير، ولا يمكن إيجاد تعبير واحد للوجه لكلّ نوع من المشاعر، كون هذا الأمر ينطوي عليه العديد من الإيماءات والحركات الخاصة بذلك، فتمّ إيجاد مجموعة من تعابير الوجه المتعلّقة ببعضها البعض والتي تعبّر عن لغة الجسد بحدّ ذاتها، حيث أوجد المختصون في دراسة علم لغة الجسد أنّ للغضب (60) تعبير تتشارك جميعها في نفس الصفات التي يمكن لنا تمييزها عن تعابير الوجه لمجموعة أخرى من المشاعر، كما وقد أوجد المختصون في لغة الجسد أنّ العديد من المشاعر الإيجابية تتشارك في نفس تعابير الوجه، كمشاعر الفخر، المتعة الحسيّة، التسلية، الابتهاج حيث تتشارك جميعها في الابتسامة الحقيقية الصادقة التي لا يمكن لأحد إخفاءها.
أوجد المختصون أيضاً أنّ بعض تعابير الوجه تكشف الكثير من حقيقة المشاعر، فحدقة العين تتوسّع عندما يشاهد الشخص شيء يثيره، وكل ما يمرّ به الشخص بداخله سيظهر عليه خارجياً في حركات الجسم وتعبيرات الوجه على شكل لغة جسد، فالتعبير عن المشاعر يكون عن طريق التواصل غير اللفظي عبر لغة الجسد أكثر من الكلمات المنطوقة.
لغة الجسد قادرة على فضح مشاعرنا والبوح بحقيقتها مهما كنّا قادرين على التمثيل والخداع، فقد نستطيع من حدّة التوتّر أو القلق أو الغضب الذي نشعر به، ولكننا لا نملك القدرة على إخفاءه بشكل كامل، فلغة الجسد قادرة على التماشي مع مشاعرنا وأحاسيسنا ومع الموقف الذي نمرّ به، ولكن في نهاية المطاف لن نستطيع الصمود في وجه الطبيعة والفطرة التي جبلت عليها مشاعرنا والتي يتم فضح أمرها من خلال لغة الجسد.
