لغة الجسد لغة تتطوّر مع مرور الأيام، حيث يكتسب الأطفال مهارات جديدة واستخدامات جديدة كلما تعلّموا الكلام المنطوق وكيفية التعايش مع الآخرين، حتى أنّ بعضهم يملك قدرات مبكّرة في استخدام لغة الجسد بشكل أكثر تطوّراً من بقية الأقران، حيث تعتبر مرحلة رياض الأطفال من أبرز المحطات التي يمرّ بها الطفل كمرحلة تنقله إلى عالم خارج نطاق الأسرة والأقرباء، فتبدأ لغة الجسد لديهم في التطوّر واكتساب مهارات جديدة مع مرور الأيام وصولاً إلى مرحلة المدرسة.
محطات لغة الجسد في مرحلة رياض الأطفال:
في سنّ رياض الأطفال، تصبح لغة الجسد مثيرة للاهتمام وأكثر استخداماً من الفترات السابقة كون الطفل في هذه المرحلة يبدأ في بناء علاقات جديدة مع أشخاص جدد، وقد يتفاجأ بمشاهدة لغة جسد لم يعتد على استخدامها في أوقات سابقة بشكل متنوّع، فإن كان الطفل في هذه المرحلة يريد أن يسعدنا سيمنحنا وقتها العديد من الابتسامات والعناق، وإن كان متمرّداً فسنرى العبوس وزمّ الشفتين ورغبته في فعل كل شيء بنفسه، حيث أنّ لغة الجسد في هذه المرحلة تكون أكثر وضوحاً من المراحل السابقة.
لغة الجسد لغة متطورة في المراحل الأولى:
إنّ الأمر الذي علينا تذكّره فيما يتعلّق بهذه الفئة العمرية، أنهم ما يزالون غير قادرين على التلاعب بلغة أجسادهم ولم يمتلكوا الخبرة والمهارة الكافية التي تعطيهم القدرة على تقمّص الأدوار أو الكذب بشكل محترف، ولا شكّ في أنّ الأطفال في عمر روض الأطفال يعلمون أنّ سلوكيات بعينها يقومون بها سيحصلون من خلالها على مكافآت وسلوكيات أخرى تعرّضهم إمّا للعقاب أو للثواب، وذلك كونهم قادرين على استقطاب السلوكيات الصحيحة منها والخاطئة المتعلّقة بلغة الجسد ولا يدركون كيفية الفصل فيما بينهما لنجد بعض حركات لغة الجسد لا تتناسب مع العادات والتقاليد السائدة بالمجتمع.
إنّ الطفل الغاضب في هذه المرحلة ستظهر عليه علامات الحزن والعدوانية كلغة جسد تعبّر عنها الشفّة العابسة والذراعان المضمومان بإحكام إلى الصدر والحاجبان المعقودان وفتحتا الأنف المتسعة، وستظهر على الطفل السعيد علامات لغة جسد مبهجة كالابتسام والوضعية المرتاحة واللمسات الودودة للأصدقاء والأحبة، فلغة جسد الأطفال في هذه المرحلة تعتبر من أكثر المراحل نقاءً ولكنّها تحتاج إلى الكثير من المراقبة والمتابعة.