لغة الجسد وعلاقتها بالعاطفة

اقرأ في هذا المقال


لغة الجسد وعلاقتها بالعاطفة:

هل للغة الجسد صلة في بناء العلاقات العاطفية ما بين الأصدقاء والأقارب والأزواج والمتحابين؟ يعتقد الكثير منّا أنّ الكلام الطيب والعلاقات الإيجابية يتمّ بناءها بالكلمات المنطوقة فقط، ولكن أكّدت الدراسات والتجارب أنّ أحاسيس البشر وخاصة العاطفية منها تتعلّق بشكل رئيسي بلغة الجسد أكثر مما هي عليه في الكلام المنطوق، فلغة الجسد ترتبط بعلاقة وثيقة مع عواطفنا وأحاسيسنا حتّى أنّ هذه العواطف عندما تتغيّر تجاه الآخرين تبدو جليّة من خلال تغيّر حركات وإيماءات لغة الجسد.

لغة الجسد وسيلة لتحقيق غايات عاطفية:

على الرغم من ضبابية الأرقام والإحصائيات التي تتحدّث عن عدد العلاقات العاطفية طويلة الأمد التي بدأت بنظرة أو بإيماءة أو حركة ما، يمكن للغة الجسد أن تضيف رسالة إيجابية إلى الرسائل التي نرسلها لأحبائنا المحتملين أو تضرها، وما إذا كنّا نبدو ودودين أو متحفظين أكثر أهمية بكثير مما إذا كنّا أكثر الناس وسامة في العالم، فنحن نعطي اهتماماً أكبر إلى صدق المشاعر التي تعبّر عنها لغة الجسد أكثر من اهتمامنا بالطول أو جمال الوجه.

لغة الجسد لا تعترف بالشكل قدر اهتمامها بالعواطف:

في كثير من الأحيان نجد أن لغة جسد الآخرين تثير اهتمامنا وتجعلنا نرغب في بناء علاقة معهم، فالأشخاص الطيبون الذين تبدو العاطفة جليّة فيما بينهم، يعرف كلاً منهم هذا الشعور ويبدو واضحاً من خلال لغة الجسد التي يرتسمها الوجه والعينين وباقي أعضاء الجسد، وتكون العاطفة في أدنى مستوياتها عندما نشعر أن لغة جسد الآخرين ترسل إلينا رسائل تتعلّق بالكره والحقد وعدم الرغبة في التواصل، دون الحاجة حتّى إلى التحدّث معهم.

البعض منّا يميل إلى وجه الشخص الجميل ذو الابتسامة الهادئة الجميلة، وهذا الأمر يتعلّق بالطمأنينة والعاطفة التي تتلقّى أوامرها من العقل الذي بدوره يعطي أوامره إلى الجسد لتظهر على شكل لغة إيجابية للطرف الآخر، وينفر العديد منّا من الأشخاص الذين لا يمتلكون وجوهاً تتناسب مع أهوائنا حتّى لو لم نعرفهم، وهذا أمر يشوبه بعض الأخطاء التي يمكن تعديلها.

علينا أن ندرك أنّه لا يوجد إنسان كامل، ولن تكون لغة الجسد متاحة لنا كما نشتهي ونرغب، ويمكن للأشخاص ذوي العيوب الخلقية من جميع الأعمار أن يعثروا على العلاقة والصداقة والحب، وعلينا أن نبرز لهم لغة جسد تشعرهم بقربنا لهم وعدم النفور منهم كونهم جزء من المجتمع وقد نصبح مثلهم في يوم ما نتيجة أمر خارج عن إرادتنا.


شارك المقالة: