زيادة الحاجة إلى الإرشاد النفسي في العصر الحديث

اقرأ في هذا المقال


لماذا الحاجة إلى الإرشاد النفسي في العصر الحديث أكثر؟

قد نتساءل في بعض الأحيان عن الوقت الذي ظهر فيه علم الإرشاد النفسي، هل هو علم قديم أم مستحدث؟ فإن اعتقدنا أنّ هذا العلم مستحدث ظهر في عصرنا الحالي فنكون قد استأثرنا هذا العلم وانتقصنا من قمة العلماء والمفكرين في العصور القديمة، وإن اعتقدنا أنّه علم قديم فما مدى تأثيره على المجتمعات في العصور القديمة؟

علم الإرشاد النفسي في العصور القديمة:

لم تكن العصور القديمة تهتم بالإرشاد النفسي كعلم ضروري مهم، بل كان يتمّ التعامل مع هذا العلم كعلم خاص بالروحانيات، وكان يتمّ التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية واجتماعية وشخصية من خلال الإرشاد الديني، حيث كان لعامل الدين دور كبير في التعامل مع معظم المشكلات الاجتماعية على اعتبار أنّ الدين هو الأساس في القيم والعادات، وهو الحلّ لجميع المشكلات النفسية والاجتماعية.

أثبت علم النفس الحديث عدم قدرة الإرشاد الديني في حل جميع المشكلات النفسية، وأن هذا الأمر يحتاج إلى مرشدين نفسيين مختصين من خلال الإرشاد النفسي، وأن هناك مجموعة من القواعد الخاصة بهذا العلم، وأن الحالات التي يتمّ التعامل معها يتمّ من خلال العامل الفكري والنفسي بعيداً عن الروحانيات والتكهنات والأمور اللامنطقية.

الإرشاد النفسي في العصر الحديث:

أصبح الإرشاد النفسي علماً مستقلاً يشتمل على العديد من الجوانب، ويشكل الإرشاد الديني والروحانيات جزءاً منه يمكن الاستغناء عنها في كثير من الأحيان، حيث أنّ التطور الهائل في الحياة وظهور المؤسسات التعليمية المتنوّعة، والابتعاد عن الحروب والقبليات والعصبيات المتخلفة التي كانت سائدة في العصور القديمة، أدّت إلى ظهور الإرشاد النفسي وانتشاره في المجتمعات بصورة كبيرة نظراً لوجود العديد من المشكلات المتعلّقة بالفرد وظهور بعض المظاهر العامة المتعلّقة بالمجتمع بصورة عامة، مما يستدعي العملية الإرشادية بأفضل صورة ممكنة.

أثبت العصر الحديث أنّ العملية الإرشادية لا بدّ وأن تتواجد في كافة الثقافات والمؤسسات العامة والخاصة، وأن كثرة المشاكل النفسية جعلت من هذا العلم علماً رائجاً في جميع الثقافات ولا يمكن الاستغناء عنه أو استثناءه أو التقليل من أهميته؛ لكون نتائجه إيجابية للغاية، وأصبح ذو تنافسية كبيرة مع العلوم المنشقة عن علم النفس.


شارك المقالة: