لماذا لغة الجسد أهم من اللغة المنطوقة؟

اقرأ في هذا المقال


لماذا لغة الجسد أهم من اللغة المنطوقة؟

هل نستطيع التعبير عن مشاعرنا دون الحاجة إلى الكلام؟ هل ستكون رسالتنا مفهومة؟ هل نستطيع أن نتواصل مع أشخاص تختلف ثقافتهم ولغتهم عن لغتنا؟ هل يمكننا أنّ نعبّر عن حالتنا المزاجية وأنماطنا السلوكية ونحن صامتون؟ إذا استطعنا الإجابة على هذه الأسئلة، سندرك وقتها أنّ لغة الجسد أكثر أهمية بكثير من اللغة اللفظية المنطوقة.

لغة الجسد عالمية المضمون والمحتوى:

قد نتعايش مع شخص أصم العمر كلّه مع وجود صعوبات في فهم جميع التفاصيل، ولكن في نهاية المطاف سنجد طريقة ما نستطيع من خلالها الالتقاء معه في الأفكار والمشاعر، ولا يكون ذلك أبداً بالكلام المنطوق ولكن بأدوات لغة الجسد، لكونها تحمل وتعمل بشكل مباشر مع المشاعر والأحاسيس التي تميّزنا عن باقي المخلوقات.

لغة الجسد ضرورة نستطيع من خلالها معالجة مشكلة الرضيع الذي لم يكد يرى النور بعد، فلغة جسده تخبر والدته بأنه يشعر بالجوع أو بالنعاس او بعدم الراحة، وهذا الأمر قد يحتاج إلى كثير من الكلمات والجمل عبر سمّاعة الهاتف؛ لنبرّر من خلاله مشاعرنا أو أحاسيسنا التي لا نستطيع وصفها بكلمة واحدة تتعلّق بالحبّ أو بالغضب أو بالقلق، وهذا الأمر نراه في لغة الجسد دون الحاجة إلى الحراك عبر لغة الصمت، فكلّ ما علينا فعله هو النظر إلى تعابير وإيماءات الوجه فقط.

كيف تتفوق لغة الجسد على الكلام المنطوق؟

الكلمات المنطوقة وسيلة تبرّر غاية الإقناع والحصول على الحاجة، أمّا لغة الجسد فهي شيء ملتصق بنا لا يمكنه تمرير أي حادثة أو موقف دون أن يتقمّص المشهد حسب تأثيراته المتاحة، فلغة الجسد تتفوّق مرّت أخرى على الكلام اللفظي المنطوق، كما وأنّ لغة الجسد لا تعترف بالحدود ولا بالثقافات ولا بالجنس ولا باللون، فهي لغة عالمية أصبحت تأخذ شكلاً ومنحنى جديد يكاد يكون متشابهاً في كافة دول العالم، أو هكذا نريدها لنعرف بعضنا بشكل أكثر وضوح.

لغة الجسد أصبحت لغة السياسي والطبيب والمعلم والمدير والقائد، فهي حاجة تتشابك مع كافة مؤثرات الحياة، وهي ناطقة بكلّ ما فيها الكلمة من معنى، فمن خلال شكل العين وحركتها نستطيع أن نفهم الكثير وأن نختصر الكثير من الأحاديث، فلغة الجسد هي اللغة الأكثر قيمة والأكثر استخداماً في عالمنا الصغير.


شارك المقالة: