لماذا يحتاج السياسيون لغة الجسد؟

اقرأ في هذا المقال


لماذا يحتاج السياسيون لغة الجسد؟

لغة الجسد تتعلّق بالعلاقات الاجتماعية وبعلم النفس وعلم الحركة والفراسة، ولها علاقة بقوّة الشخصية والثقة بالنفس، ولكن ما علاقة لغة الجسد بالسياسة؟ إنّ لغة الجسد تعتبر جزءاً هاماً وركناً أساسياً من أركان السياسة التي يبحث الجميع في الوصول إلى سدّتها، ولمن يقرأ التاريخ سيجد أن معظم الزعماء والقادة الذين خلّدهم المؤرخون عبر التاريخ كان للغة الجسد دور في شهرتهم الخالدة، فهل لا تزال لغة الجسد ذات نفس التأثير على شخصية السياسي في عصر التكنولوجيا والقوّة الحالي؟

لغة الجسد من أساسيات الشخصية السياسية:

تطوّرت وسائل وأدوات الحياة التي تساعدنا على كشف الحقائق، وأصبح المعلومات متوفّرة بكبسة زر، والعلم الذي حصل عليه عالم ما وأفنى حياته في جمع تفاصيله نحصل على أضعافه خلال ثوانٍ معدودة، ولكن هذه التكنولوجيا لا تغني عن ضرورة وجود قائد ورئيس ومدير يدير هذا التطوّر، فعصر القوّة الذي نعيشه لا يحتاج إلى الكثير من العضلات، فقد تكون بذلة فاخرة مع مشية واثقة ونظرة ثاقبة ولغة جسد تتوافق مع الكلمات كافية لخلق شخصية يتغنّى بها الإعلام لأيام معدودة، والفضل في ذلك ليس للكلام فقط ولكن للغة الجسد على وجه الخصوص.

لغة الجسد والاتيكيت والبروتوكول:

أصبحت لغة الجسد في السياسة تتعلّق بالإتيكيت والبروتكول المتّبع، فمن يتجاوز هذا البروتوكول يمكن استثناءه من قواعد اللعبة السياسية على اعتباره متخلّفاً حضارياً وفكرياً، أي أنّ لغة الجسد أصبحت ضرورة وعدم القدرة على قراءتها وتقمّصها أصبح تخلّفاً، بمعنى أنّ لغة الجسد تدرّس للسياسي والإعلامي والمدير والقائد، كيف لا، وهو من يحتاج لقراءة لغة جسد الموظف والعامل والمواطن والصحفي والرئيس، ليقدّم أفضل إجابة بديهية ممكنة، في وقت نحتاج فيه إلى الكثير من الكلام لقراءة أفكار الآخرين.

لغة الجسد ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها في صنع شخصية القائد والسياسي، فهي تتعلّق بالمظهر الخارجي وطريقة المشي والوقوف وطريقة المصافحة، وكيفية الجلوس والوقوف، والابتسام والتجهّم، وكيف يتوافق الكلام المنطوق مع منطق لغة الجسد وحركتها المتناسقة التي لا تعرف البروتوكولات في كثير من الأحيان، كما وأنّ لغة الجسد أصبحت تدرّس ويتمّ التدريب عليها ليظهر السياسي بأفضل هيئة ممكنة عبر وسائل الإعلام على شكل بطل قومي.


شارك المقالة: