السعادة مَطلب كل مَن يعيش على وجه الأرض، ومن يذهب إلى الحياة الأخرى يعمل في دنياه أمور يحاول من خلالها أن يحظى بفرصة السعادة بعد موته، هي السعادة لا شيء غيرها، فالمال والوظيفة والمنصب والعشيرة والقوّة أمور بظاهرها نعتقد بأنها تمثّل السعادة بشكل منفرد، إلا أن السعادة تتعلّق بشكل أساسي بالنجاح الحقيقي الذي يقودنا إلى راحة البال والرضا.
إلغاء السلبيات أولى من اكتساب الإيجابيات:
إذا أردنا أن نشعر بالسعادة، فعلينا أن نتوقّف عن قول أو فعل الكثير من الأمور التي نستخدمها في حياتنا اليومية، وهذا أمر ليس بالمتناول، فإلغاء السلبيات أفضل من اكتساب الإيجابيات كون الإيجابيات كربح المزيد من المال أو الانتقال إلى منصب وظيفي أعلى، قد يصيبنا بالقلق والتوتّر وقد يضيف إلى حياتنا المزيد من الهموم والمشاغل، التي قد نسعد بها في البداية، ولكن سرعان ما نتعوّد عليها، ونكتشف فيما بعد بأنها أصبحت من السلبيات الدائمة في حياتنا.
إنّ المال والمنصب لا يقودان إلى السعادة الحقيقية، فالذي نتحدّث عنه يتعلّق بالرضا وراحة البال، والقدرة على التكيّف مع ما هو موجود، وعدم تكليف الذات فوق طاقتها، وهذا أمر يتطلّب منّا أن نعمل على اكتساب بعض الإيجابيات والتخلّص من بعض السلبيات.