ماذا يحدث للصحة النفسية عند التفكير بشكل سلبي؟

اقرأ في هذا المقال


من الأفكار السلبية التي يمكن أن يُرددها معظم الأشخاص، أنا غير جيد ومتعب، أفشل في كل شيء أحاول أن أقوم به، أنا لست ذكي، لا أحد يحبني، أنا دائماً أعاني من الألم. قد يؤثر هذا التفكير على مشاعر الشخص وعلى سلوكه، بالتحديد إذا كان الشخص يعتقد فيه معظم الوقت، رُبما يكون من الطبيعي إنسانياً أن يفكر الشخص بشكل سلبي من وقت إلى أخر، ولكن الإفراط فيها بها قد يؤثر فعلياً على حياة الشخص بطريقة سلبية.

التفكير السلبي

إذا كان الشخص يفكر في الأفكار السلبية بشكل مكرر، فمن المُحتمل أنه الشخص يمرّ في مشاعر سلبية، مثل الضيق والاكتئاب واللامبالاة والقلق والرهاب وغيرها، قد يشعر الشخص حتى باليأس في بعض الأوقات، وبما يخص تأثير هذه الأفكار على سلوك الشخص، فقد يشعر بالتعب المفرط، وأنه ليس لديه رغبة في الخروج من البيت، وقد لا يكون بإمكان الشخص الذهاب إلى الوظيفة بشكل منتظم نتيجة القلق أو الاكتئاب، كل هذه السلوكيات بعواقبها المُتنوعة تنجم من الأفكار السلبية.

ماذا يحدث عند التفكير بشكل سلبي

عندما يكون الشخص واقع في ضغط نفسي أو قلق فإنه يفكر بصورة سلبية، ويخدع دماغه لأنه يعتقد بوجود خطر فعلي، وبسبب هذا، يبدأ الجسم في اتخاذ وضع القتال كردة فعل فورية وسريعة للتعامل مع الموقف.

الدماغ مُستعد للتفاعل والاستجابة للأفكار والمشاعر السلبية بشكل أسرع، لكن عندما يفكر الشخص بصورة إيجابية، يفترض الدماغ أن كل شيء تحت السيطرة ولا توجد هناك حاجة إلى اتخاذ أي إجراء.

وقد أشارت الدراسات إلى أن الضغط النفسي المُفرط فيه على افتراضات ومخاوف وهمية لا وجود لها في الواقع الفعلي، هو شيء يُضعف نظام المناعة للشخص ويسبب الأمراض في الجسم، وهنا ينبغي إن يكون الشخص على وعي بأن التفكير السلبي يُسبب أذى ملحوظ للجسم والدماغ.

تأثير التفكير السلبي على الدماغ

أجريت دراسة ما على آثار القلق على القيام بترتيب بعض الأمور، وتبين أن الأفراد الذين أظهروا القلق واجهت إمكانياتهم ظهور اضطراب واضح عند فرز الأشياء كلما ارتفعت المهمة صعوبة وتعقيد.

ووجد الباحثون أن بإمكانهم إبراز أن هذا الاضطراب كان بسبب ارتفاع درجة التفكير السلبي، وعند التعرض لمهام صعبة، والتفكير السلبي يحبط إمكانية الدماغ على معالجة المعلومات والتفكير بشكل واضح.

الخبرات السيئة الماضية تعزز التفكير السلبي

عندما يكون لدى الشخص انحياز إلى المبالغة في إبراز التعب كاستجابة على الضغوط، ويكون هذا نتيجة التغيير في الذهن الناتجة عن الأفكار السلبية، تحفظ الخبرات السلبية في جزء من الدماغ الذي يستعد للهجوم، والاستجابة للخوف.

الشخص الذي واجه من قبل تجربة سلبية كانت تُهدد حياته أو يشتكي من اضطراب ما بعد الصدمة، قد ينظر إلى ازدحام المرور بأنه يُشكل تهديد لسلامته، ويبدأ جسمه في الاستجابة كأنه يواجه هجوم، فهو لا يمتلك إمكانية التفريق بين الخطر الواقعي والتهديد المُتصور ويتسبب هذا إلى الإفراط في الاستجابة.

التفكير السلبي والتشوهات الدماغية

تتسبب الضغوط الناتج عن التفكير السلبي إلى ظهور تغييرات في الدماغ قد تؤثر على احتمال ظهور اضطرابات عقلية مثل القلق والاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وفصام الشخصية واضطرابات المزاج.

وقد اتضح أن الأشخاص الذين يشتكون من اضطراب ما بعد الصدمة لديهم تشوهات في الدماغ، والمُتمثلة في كمية المادة الرمادية مقابل المادة البيضاء، الفرق هو أن المادة الرمادية هي المكان الذي تتم فيه معالجة المعلومات من خلال الخلايا العصبية، في حين أن المادة البيضاء هي شبكة ليفية تجمع الخلايا العصبية، والإرهاق المفرط يُنتج المزيد من روابط المادة البيضاء، ولكن عدداً أقل من الخلايا العصبية.

التعادل بين المادة الرمادية والمادة البيضاء في الدم ضروري للاتصال الفعّال في المخ، ومن المُتصور أن انقطاع الاتصالات في الدماغ يؤثر على الحالة المزاجية والذكريات.

التخلص من الأفكار السلبية

يمكن تحسين الدماغ عن طريق القضاء على التفكير السلبي شيء ممكن، فأن تبديل التفكير السلبي بالتفكير الإيجابي يتم عن طريق تمرين العقل مثل ما يتم تعليم الطفل سلوك جديد، فيتم مكافأته على السلوك الجيد، العقل يتشابه مع هذا الأمر في أن الأفكار الإيجابية تنشأ لذة في الدماغ، وهي مكافأة، فقط عندما يشعر الشخص بالسعادة، فإنه يرغب في المزيد منها.

وحتى يغير الشخص طريقة تفكيره، الأمر يتطلب بعض الوقت والالتزام، على الشخص البدء بمراقبة أفكاره وكتابة الأفكار السلبية التي ينحاز الشخص إلى التفكير فيها معظم الوقت، ثم أخذ هذا التفكير السلبي وكتابة التأكيد الإيجابي المرتبط به، والتكلم مع الذات دائماً بها بقدر ما يتمكن الشخص.


شارك المقالة: