يُعتبر اضطراب طيف التوحد حالة معقدة تتميز بتباين كبير في الأعراض والتحديات التي تواجهها الأفراد المصابين به. وعلى الرغم من أنه يمكن تصنيف التوحد على أنه مجموعة من المستويات المختلفة، إلا أن المستوى الثالث يعد واحدًا من أصعب المستويات والأكثر تعقيدًا.
التوحد من المستوى الثالث
التوحد من المستوى الثالث يعني أن الشخص المصاب به يواجه تحديات خطيرة وشديدة في التفاعل الاجتماعي والاتصال، وهذا يتطلب دعماً مكثفاً واهتماماً خاصاً من قبل العائلة والمحترفين. إليك بعض النقاط الرئيسية التي تحدد ما يعنيه التوحد من المستوى الثالث:
- صعوبات في التواصل اللفظي وغير اللفظي: يصعب على الأفراد المصابين بالتوحد من المستوى الثالث التعبير عن أنفسهم بشكل صحيح وفعّال. يمكن أن يظهر ذلك على شكل نطق غير واضح، وصعوبة في فهم لغة الجسم والتعبيرات الوجهية.
- صعوبات في التواصل الاجتماعي: قد يجد الأفراد من هذا المستوى صعوبة كبيرة في التفاعل مع الآخرين وفهم قواعد الاجتماع والعلاقات الاجتماعية. يمكن أن يظهروا غير اهتمامين بالعلاقات الاجتماعية أو يتصرفون بشكل غير لائق في مواقف اجتماعية.
- انحصار الاهتمامات والأنشطة: يمكن أن يتميز الأفراد من المستوى الثالث بانحصار اهتماماتهم في مجموعة ضيقة من الأنشطة أو الهوايات. يمكن أن يكون لديهم اهتمامًا مكررًا بموضوع واحد مع إهمال الاهتمام بالمواضيع الأخرى.
- تحديات في التفاعل الاجتماعي: الأفراد من هذا المستوى قد يظهرون سلوكيات تصرفية تشمل التكرار المتواصل لحركات أو أصوات أو تفاعلات اجتماعية غير مألوفة.
- احتياجات دعم مكثفة: يتطلب التوحد من المستوى الثالث دعماً مكثفًا وبرامج تدريب خاصة لمساعدة الأفراد على تطوير مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية. يحتاجون أيضًا إلى بيئة محيطة داعمة من الأهل والمحترفين.
- تفاوت كبير بين الأفراد: يجب أن نلاحظ أن التوحد من المستوى الثالث قد يظهر بشكل مختلف من شخص لآخر. هذا يعني أنه يمكن أن يكون هناك اختلاف كبير في مستوى الاحتياجات والإمكانيات بين الأفراد المصابين بهذا المستوى.
فهم التوحد من المستوى الثالث يتطلب توعية ودعمًا مستمرًا من المجتمع والمحترفين الصحيين. يجب أن نتذكر دائمًا أن الأفراد المصابين بالتوحد يمكن أن يكون لديهم إمكانيات كبيرة إذا تم توفير الدعم والفرص المناسبة لهم للتطور والنمو.