اتخذت دراسات سلوك الحيوان اتجاهين رئيسيين في القرن العشرين؛ نوع البحث الذي يُمارس غالباً في الولايات المتحدة هو البحث على الحيوانات بما في ذلك دراسة الحيوانات في المختبرات والتأكيد على تأثيرات البيئة على السلوك بالمقارنة، ارتبط البحث الأوروبي بمجال البحث المعروف باسم علم السلوك والذي يركّز على دراسة الحيوانات في بيئتها الطبيعية ويؤكد على تطور الأنماط السلوكية التي تعتبر نموذجية لنوع معين.
ماذا يفعل علماء النفس المقارن؟
لقد تخلّف علم النفس عن العلوم الطبيعية الأخرى التي تعمل تحت إطار نظري موحد واحد، يقبل الفيزيائيون قوانين نظرية المجال الكمي ونظرية النسبية لأينشتاين دون الكثير من الأسئلة؛ اعتمد العلماء على الجدول الأساسي للعناصر والنظرية الذرية، يقبل علماء الأحياء بشكل لا لبس فيه نظرية التطور باعتبارها وليس نظرية، تفسير شامل للتكيفات الفسيولوجية والسلوكية لجميع أشكال الحياة على الأرض، رأى علماء النفس مدارس فكرية تأتي وتذهب في التخصصات ذات التاريخ القصير نسبياً دون أن تسود وجهة نظر نظرية واحدة لأي فترة زمنية طويلة.
بدايةً من العمل الرائد لتشارلز داروين وإيفان بافلوف وجورج رومانيس، نما علم النفس المقارن ليصبح فرع شائع في مجال علم النفس المتنوع لدراسة السلوك والعمليات العقلية للحيوانات بخلاف البشر، يركز مجال التخصص الفرعي على مقارنة أوجه التشابه والاختلاف الرئيسية بين الأنواع لإلقاء الضوء على العلاقات التطورية.
غالباً ما يعمل علماء النفس المقارن على تطوير فهم أعمق لعلم النفس البشري من خلال دراسة تطور الحيوانات والوراثة والتكيف والتعلم وسلوكيات التزاوج، إذا كان الشخص مهتم بدمج علم الأحياء مع العلوم الاجتماعية، فقد أنشأنا أدناه نظرة عامة على هذا المجال الفريد لتحديد ما إذا كان من المناسب له أن يصبح عالم نفسي مقارن.
ضمن إطار تطوري يقوم علماء النفس المقارن يالتعرّف على الأسس الخاصة بتنوع السلوك عن طريق البحث في الاتصال والإدراك والأنظمة الاجتماعية والحسية لمجموعة من الحيوانات المختلفة، سوف يدرس الكثير كذلك المكونات الفسيولوجية والنفسية والبيئية التي تشارك في هذه السلوكيات الحيوانية، عادة ما يشارك علماء النفس المقارن في إجراء البحوث ونشر المقالات في المجلات التي يراجعها الأقران والتقدم للحصول على منح بحثية.
كذلك استعمال النتائج من أجل تحسين الرفاهية للحيوانات التي درسوها، سيقوم أغلب علماء النفس المقارن أيضاً بإعطاء دورات للجيل القادم الذين يسعون لأن يحصلوا على درجات البكالوريوس أو الدراسات العليا في علم النفس، حيث يدرس علماء النفس المقارن فرص العمل واسعة النطاق مثل الأنواع الحيوانية التي يمكنهم دراستها، مع ذلك يمكن العثور على أكبر نسبة من علماء النفس المقارن وهم يعملون كأعضاء هيئة تدريس في حرم الجامعات أو يقودون فرق بحثية في المختبرات الخاصة.
تعد دراسة الحيوانات في الأسر في محميات طبيعية أو في حدائق الحيوان أمر شائع إلى حد ما، لكن بعض علماء النفس المقارن يعملون بشكل مستقل وفقاً لجدولهم الخاص للبحث عن الحيوانات في بيئتها البرية الطبيعية، يمكن لعلماء النفس المقارن العمل فعلياً في أي مكان يستخدم معرفتهم في علم النفس التجريبي وسلوك الحيوان وعلم السلوك السلوكي لتوسيع فهمنا للمخلوقات غير البشرية.
كيف يصبح الشخص عالم نفس مقارن؟
في حين أن هناك فرص عمل متاحة على مستوى درجة البكالوريوس لمساعدي المختبر، فإن معظم المهن المتعلقة بعلم النفس المقارن تتطلب منك الحصول على درجة الدكتوراة؛ عادةً ما يتطلب المسار نحو أن يصبح عالم نفسي مقارن أربع سنوات على الأقل من الدراسات العليا بعد درجة البكالوريوس في علم النفس؛ ستتطلب البرامج عموماً دورات دراسية مكثفة تتعلق بإدراك الحيوان والسلوك البشري الفعال وتصميم البحث والبيولوجيا النفسية والأخلاق والسلوك المناهض للحيوانات المفترسة وطرق التدريس.
سيحتاج الشخص كذلك إلى إكمال مشروع أطروحة دكتوراة مستقل يتعلق بسلوك الحيوان والدفاع عنه أمام مجموعة من أساتذة القسم، بعد التخرج يُقترح أن يصبح عضو في القسم 6 التابع لجمعية علم النفس الأمريكية من أجل التواصل المهني غير المسبوق وزيادة فرص العمل، بشكل عام يجري علماء النفس المقارن تجارب بحثية على الحيوانات لزيادة فهمنا لنظرائنا من غير البشر وأنفسنا.
من عمل بافلوف الذي يدرس إفراز لعاب الكلاب لتطوير نظرية التكييف الكلاسيكية إلى بحث هاري هارلو مع قرود الريسوس لتسليط الضوء على أهمية الرفقة الاجتماعية، حقق علماء النفس المقارن اكتشافات رائدة عبر تاريخنا، إذا اختار الفرد مهنة في علم النفس المقارن، فيمكنه كذلك ترك بصمته في هذا المجال من خلال توضيح الآليات المهمة لسلوك الحيوان التي تؤثر على حياتنا كبشر أيضاً.