عندما نرغب في أن نترك إرثاً ما يبقى خالداً حتى بعد أن تنتهي حياتنا، وأن نصنع التغيير في حياتنا وفي مجتمعنا، علينا أن نبدأ أولاً بقيمنا، بحيث من الممكن أن تكون هذه القيم، قيم روائية أو اقتصادية او اجتماعية أو إنسانية، أو أي قيم أخرى يمكن اعتبارها مهمة وذات صلة بالواقع الإنساني، وتقودنا بشكل كبير إلى قمّة النجاح الذي نسمو إليه.
ما الدافع الإنساني الذي نبحث عنه؟
قد يكون الدافع الذي نبحث عنه هو الاحترام أو الثقة أو اليقين أو العطف أو التعاطف أو الإقدام أو الكرم، فعلينا أن نحدّد بالضبط الدافع الذي يستحق أن نسخّر أنفسنا ومواردنا لأجله، إنّ العديد من الأشخاص يشاركون بوقتهم ويتبرّعون بأموالهم لدور العبادة والأنشطة الروحانية، ويكرّس البعض الآخر حياتهم من أجل القيام بتغيير سياسي أو اقتصادي في مجال ما، ويهتم العديد من الأشخاص بتطوير الفرص التعليمية للأطفال في المناطق الموبوءة، أو تعليم الأميين الكبار، ويهتم البعض بالبيئة، ويهتم آخرون بإنقاذ حياة الأبرياء من الحروب والمجاعات والقضايا التي تعنى بالزيادة السكانية.
ما الشيء الذي يشترك به الناجحون؟
إنّ الشيء الوحيد الذي يشترك به الأشخاص الناجحون هو الشغف، ويبدو أنّ الأشخاص الذين يؤثرون بفاعلية على مجتمعاتهم يمتلكون شغفاً كبيراً بما يقدّمونه، ﻷنهم غالباً ما يكونوا على استعداد لأن يعانوا الحرمان الهائل، ويقدّموا العديد من التضحيات لكي يحقّقوا ما يؤمنون به، فهم يؤمنون بشكل عميق بصحة ما يعتنقونه من مبادئ، ولديهم الاستعداد لبذل الكثير من أجل نصرة القضايا التي يؤمنون بها.
إن الحياة التي نعيشها ليست سوى فعل وشغف، فإذا لم يكن لدينا أفعال أو مواطن شغف تعنينا بشكل رئيسي، يمكن لنا وقتها أن نقضي حياتنا بأكملها دون أن نعيشها بشكل حقيقي، إذ علينا أن نعرف موطن الشغف لدينا، وما هي المشكلات أو الاحتياجات الموجودة في مجتمعنا والتي نهتم بها؟ وما هو الشيء الذي يجذبنا إليه ونهتم به بشكل طبيعي؟ وما هي الأمور التي نجد أنفسنا نناقشها أو نجادل فيها لحاجتنا إليها؟ وما هي المجالات التي نمتلك مشاعر قوية بخصوص ما يجب وما لا يجب أن يتمّ فعله فيها؟ وهنا نعرف مواطن الشغف التي تعنينا.
