ما أبرز مراحل النمو التي يجب أن يدركها المرشد النفسي؟

اقرأ في هذا المقال


مراحل النمو في عملية الإرشاد النفسي:

الإنسان بطبيعة الحال يمرّ بعدد من المراحل العمرية بدءً من مرحلة الرضاعة وانتهاء بمرحلة الشيخوخة، ولكلّ مرحلة عمرية مجموعة من المؤثرات النفسية والاجتماعية والسلوكية التي تؤثر على حياة الفرد، كما وانّ لكلّ مرحلة عمرية مجموعة من السلوكيات النفسية التي تحتاج إلى التغيير والتعديل من خلال عملية الإرشاد النفسي، ولعلّ المرشد النفسي الناجح هو القادر على قراءة المراحل العمرية بصورة مميّزة لمعرفة الطريقة والأسلوب الواجب اتباعه في التعامل مع تلك المرحلة.

المراحل العمرية التي لا بد للمرشد أن يكون عالما بها لإتمام عملية الإرشاد النفسي:

مرحلة الرضاعة:

تعتبر هذه المرحلة من أخطر المراحل الإنمائية للعقل والجسم والطبيعة البشرية، فإذا زوّد الشخص خلال هذه المرحلة بالحاجات الفسيولوجية التي تتناسب مع طبيعته فسيكون قادراً على إثبات ذاته والاندماج مع المجتمع بصورة جيدة، ولن يكون بحاجة إلى عملية الإرشاد النفسي في مراحل لاحقة ما لم يتأثر بالمحيط.

مرحلة الطفولة المبكرة:

وتعدّ هذه المرحلة من أخطر المراحل العمرية، والتي عادة ما تترافق مع الكثير من الأحاسيس المرتبطة بالاصطدام مع الواقع الأسري والمجتمع، والتي تترك الكثير من الأثار إمّا الإيجابية أو السلبية على الطبيعة البشرية، والتي تترافق مع شخصية الفرد باقي مراحل العمر، فإما أن يكون المردود لصالح الإيجاب والخير أو لصالح الشكوك السلبية والشر، وبالتالي الخضوع للعملية الإرشادية.

مرحلة ما قبل المدرسة:

وتعتبر هذه المرحلة ذات طابع مستقل يحاول الفرد من خلالها الاستقلال بذاته ومحاولة إبراز شخصيته، وتعدّ مرحلة يتقابل من خلالها الفرد مع أشياء جديدة ويحاول الانسجام السيكولوجي مع المجتمع، بعيداً عن الاضطرابات العصبية والسلوكية التي قد تؤدي إلى حدوث مشاكل نفسية حادة.

مرحلة الطفولة المتوسطة:

خلال هذه المرحلة يبدأ الشخص بتطوير ذاته بحثاً عن الهوية، وهنا تبدأ الشخصية بالتشكّل بصورة مباشرة، ويكون الدور كبيراً على كيفية تلقي الفرد للفكر والظروف الاجتماعية المحيطة، وهنا تتشكل الشخصية بصورة تبدأ المواهب من خلالها بالظهور، أو تتشكل حالة من الاضطراب لعدم القدرة عل إثبات الذات، ويحاول الفرد خلال هذه المرحلة التشبّث بوالديه والاقتداء بوالده على وجه الخصوص، وإذا وجد أنّ والده فاشل تبدأ لديه العديد من المشكلات والاضطرابات العصبية التي تحتاج إلى العملية الإرشادية.

مرحلة البلوغ:

تعتبر مرحلة البلوغ من المراحل التي تتيح للفرد القدرة على إيجاد الهوية، وهي مرحلة خطرة للغاية تبدأ من خلالها المشاكل النفسية بالتبلور حول الذات، وتظهر الحاجة إلى المساعدة، وهنا يبدأ الفرد بالتفكير في كيفية تحقيق الأهداف وتبدأ الشخصية بالاستقلالية والتفكير بعيداً عن الأجواء العائلية، وهنا يحتاج العديد من الأفراد إلى الإرشاد النفسي المتعلق بتكيفية النجاح وتحقيق الذات من خلال صياغة الأهداف وطرق تحقيقها.

مرحلة الرشد:

وتعتبر هذه المرحلة مرحلة الحقائق التي يصدم من خلالها الفرد بالواقع، وتظهر الحاجة ملحّة إلى كشف الكثير من الحقائق على طبيعتها، ويبدأ الفرد بتشكيل علاقات يعتقد أنها تتناسب مع طبيعته وطريقة تفكيره، وإن وجد الفرد نفسه مرفوضاً من المجتمع خلال هذه المرحلة تبدأ لديه الاختلالات النفسية التي تعمل على العديد من المشاكل النفسية التي تحتاج إلى عملية الإرشاد النفسي المختص.

مرحلة أواسط العمر:

وهي مرحلة تتعلّق بالذات وكيفية الوصول إلى النجاح بعيداً عن العاطفة الجيّاشة التي كانت في الماضي، وتظهر هنا الشخصية على حقيقتها، ولكن إن وجد الشخص نفسه قد قطع مسافة كبيرة من العمر دون أن يقدّم أي شيء على الصعيد الشخصي، فسيظهر في حلّة الشخص الفاشل وستكون طبيعته وطريقة تفكيره مختلّة وذات اضطرابات عصبية كبيرة، ويصل العديد من الأشخاص خلال هذه المرحلة العمرية إلى حالات نفسية تستوجب الإرشاد النفسي وربما إلى العلاج النفسي.

مرحلة الشيخوخة:

وهي مرحلة تعتمد على النتائج التي حقّقها الفرد خلال كافة مراحل النمو، وتعتمد هذه المرحلة على الحالة النفسية والنتاج الفكري المستقل الذي تشكل لدى الفرد من خلال التجارب السابقة، فإذا شعر الفرد أنه قد حقّق الكثير من التفوّق والنجاح من خلال دورة الحياة التي مرّ بها، فستكون ظروفه النفسية والفسيولوجية ذات مردود رائع، وإن كانت فاشلة وسلبية ولم تتوافق مع الطموحات الشابة، فستظهر العديد من المشكلات النفسية على الصعيد الشخصي، وبالتالي الوقوع في الكثير من الأمراض العصبية والاضطرابات السلوكية التي تؤثر على الشخصية وعلى المحيط الخارجي بصورة كبيرة.


شارك المقالة: