اقرأ في هذا المقال
- ما أشكال الإرشاد النفسي الجمعي؟
- الأشكال التي يستخدمها المرشد في الإرشاد الجمعي
- الشروط الواجب مراعاتها في اختيار المجموعة الإرشادية
- المشاكل المشتركة
ما أشكال الإرشاد النفسي الجمعي؟
إنّ المرشد الناجح يقوم بمجموعة من الإجراءات التي تثبت قدرته على الخروج بأفضل النتائج الممكنة التي تتعلّق بالعملية الإرشادية، وهذا الأمر يتطلّب من المرشد أن يكون قادراً في اختيار أسلوب الإرشاد المناسب، والقدرة على الترتيب والإصغاء إلى الآخرين والتعاطف معهم، وتقبّل أفكارهم وتطويرها وتصحيح المفاهيم المغلوطة منها.
الأشكال التي يستخدمها المرشد في الإرشاد الجمعي:
التمثيل الاجتماعي المسرحي:
ويسمّى هذا الأسلوب أسلوب لعب الأدوار، من حيث قيام أحد أفراد العملية الإرشادية بتجسيد دور آخر يمثّل الغير بصورة حقيقية، كتمثيل دور الأخ الأكبر أو المعلم أو الصديق المخلص أو السيء، وفي كلّ دور يتم تمثيله يجب أن يتم تسليط الضوء على مشكلة نفسية ما ويتم محاولة كشف أطرافها وما هي الحلول الممكنة، وفي هذا النشاط لا يكلّف الفرد بتقمّص الدور الذي يقوم به بصورة متكاملة تماماً.
ولكن تسليط الضوء على المشكلة المراد حلّها ولو بشكل جزئي، تمهيداً إلى أداء الدور بصورة متقنة في مراحل متقدّمة، وهذا الأسلوب يكشف سمات السلوك لدى الأفراد، ومساعدته على كيفية اكتساب الثقة بالنفس، كونه يستخدم اللغة الجسدية واللغة المنطوقة ولعب الأدوار بصورة تلامس الحقيقة وما يدور في داخله.
المحاضرات والمناقشات الاجتماعية:
وفي هذا النوع من الأساليب يعتمد المرشد على أسلوب المحاضرات التي يقوم بإعطائها للفئة المستهدفة، والمناقشات بصورة تشاركية لقضية معيّنة لإثبات وجهة نظر سيتفق الجميع على صحتها في نهاية المطاف، وفي هذا الأسلوب تتمّ عملية التعلّم بصورة متبادلة فيما بين طرفي العملية الإرشادية، والمناقشات عادة ما تعتبر من أسهل وأبسط وأكثر الأساليب قدرة على إقناع المجموعة بالأفكار الصحيحة والقدرة على تغيير الأفكار غير الصحيحة، وتغيير اتجاه المسترشدين يعتبر من أصعب المراحل التي تقع على عاتق المرشد، ويعتبر أسلوب النقاشات الجماعية أسلوب ناجح جدّا لتخطّي هذه المعضلة.
إنّ الموضوعات التي يجب أن يتم اختيارها في عملية النقاش يجب أن تكون مرتبطة بالعملية الإرشادية، حيث أنّ المشكلات الاجتماعية العامة يتم التخلّص منها بأساليب النقاش والإقناع أفضل من أساليب المواجهة والضغط المباشر، ومن خلال هذا الأسلوب يمكن أن يتمّ تغيير أساليب واتجاهات المسترشدين وخاصة الذين يقعون ضمن أطر الإرشاد النفسي الجمعي، ويمكن استخدام البرامج والأفلام والكتب التي تعزّز الأفكار وتعمل على إيضاحها بصورة جيدة، ويعتبر أسلوب المحاضرات من أنجح الأساليب المستخدمة في يومنا هذا على نطاق الجماعة والفرد، وخاصة في الإرشاد النفسي الوقائي.
السيكودراما:
ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب التي يستخدم الجانب المسرحي فيها، من خلال التمثيل الحر للتعبير عن المشكلات الاجتماعية بأي صورة يراها المسترشد ممثلة لشخصيته، وهذا النوع من الأساليب يتيح الفرصة للتعبير عن الذات بصورة كبيرة ودون وجود أي قيود، ويتمّ تناول خبرات حياتية ما يتم اختيارها بعناية فائقة من قبل المرشد، ويتم توظيفها في المسرح عن طريق التمثيل الذي يعبّر عن شخصية المسترشد بصورة كبيرة.
ويعتبر هذا الأسلوب من أساليب الإرشاد الجمعي المستخدمة بصورة كبيرة مع توافر الإمكانية والظروف المناسبة لعملية المسرح والدراما، وعادةً ما يكون اختيار الموضوع بشكل يعبّر فيه المسترشد عن موقف نفسي وانفعالي قد حصل معه أو يخشى حصوله، أو حول قصة غير واقعية ولكنها تلامس طريقة التفكير التي تخشى الاصطدام مع الواقع.
الشروط الواجب مراعاتها في اختيار المجموعة الإرشادية:
العمر:
إنّ التفاوت الكبير في العمر بين أعضاء المجموعة الواحدة يجعل النقاش عقيماً، ولا يتمّ الخروج بالنتائج والحلول بأفضل الصور الممكنة.
القدرة العقلية:
يعتبر العامل العقلي مهمّاً جداً في العملية الإرشادية إذ لا بدّ وأن يتساوى المستوى الثقافي لدى أعضاء المجموعة الواحدة، لتكون عملية النقاش والتبرير ممكنة وواضحة، ولا بدّ وان تكون فوارق الذكاء متقاربة فيما بينهم، حتى لا يؤدي هذا الأمر إلى عزل أحدهم أو استثنائه من الحوار.
الجنس:
ليس شرطاً أن يكون جميع أعضاء الفريق الواحد من نفس الجنس، ولكن من الأفضل ذلك حتى يسهل التعبير والنقاش بعيداً عن الحواجز التي يصعب طرحها بين الجنسين وخاصة إذا ما كانت دقيقة جداً وتتعلق بمشكلة يصعب طرحها أمام الجنس الآخر، كالمشاكل التي تتعلّق بالقضايا والمشكلات الجنسية.
المشاكل المشتركة:
عادةً ما يكون أعضاء الفريق الذين يعانون من نفس المشكلة أكثر تفاهماً وأكثر قدرة في التعامل فيما بينهم، وهذا الأمر يتيح للمرشد القدرة على خلق قضايا وحلول مشتركة يمكن للجميع التركيز عليها، كما وأنّ التركيز يكون كبيراً ولا وجود للحرج كون القضايا والعوامل المؤدية إليها متشابهة، كون المجموعة غير المتجانسة والتي تحمل العديد من المشكلات المتباينة تجعل من عملية الانسجام مستحيلاً.
الوقت:
يعتبر عامل الوقت ذو أهمية كبيرة في عملية اختيار المجموعة الواحدة، إذ يجب أن يتواجدوا في أوقات متقاربة جداً بعيداً عن الاستثناءات والظروف غير المبررة، كما ولا بدّ وأن يتوافر الوقت الإضافي لجميع المشتركين في المجموعة للحصول على أفضل النتائج الممكنة.
طبيعة الفريق:
وهنا لا بدّ وأن يكون جميع أعضاء الفريق ليسوا من دائرة الأقارب أو الأصدقاء، كون هذا الأمر يسبّب حرجاً كبيراً ولا يسمح بقول الحقيقة، وفي حالة تنوّع أعضاء الفريق الواحد تكون عملية الإرشاد النفسي أكثر نجاحاً ويتم إتاحة الفرصة أمام التعارف المجتمعي بصورة اكثر قبولاً مما لو كانت معروفة لديهم سابقاً.
الثقة المتبادلة:
وهنا لا بدّ وأن يتوفر عامل الثقة بين أفراد المجموعة الواحدة بعيداً عن الشكل، وألا يتم إخراج المعلومات عن نطاقها الصحيح، حيث أن توافر عامل السرية يتيح الفرصة لجميع المشتركين أن يتحدّثوا بحرية أكبر بعيداً عن الخوف، وهنا تكون عملية الإرشاد النفسي دقيقة وصحيحة وتجري في مسارات يمكننا من خلالها الخروج بأفضل الحلول التي يستفيد منها باقي أعضاء المجموعة الواحدة، وتصبح نموذجاً للمجموعات المستقبلية.
تعتبر جميع هذه الشروط من أساسيات العملية الإرشادية التي لا بدّ وأن تتوفر في المجموعة، وخاصة إذا كانت القضية أو المشكلة التي يتمّ علاجها تتعلّق بقضية بدأت تنتشر بين أفراد المجتمع بصورة سريعة، حيث لا بدّ من معرفة الأسباب والعوامل التي جعلت من وتيرة هذه المشكلة منتشرة بين فئة الشباب، حيث تبدأ المجموعة الإرشادية بالأعضاء الموجودين ويتم قراءة المبادئ الرئيسية للعملية الإرشادية وما هي الشروط التي لا بدّ لكل عضو من المحافظة عليها وعدم البوح بها للآخرين، وصولاً إلى آراء وأفكار متقاربة قادرة على الخروج بنتائج إيجابية من الممكن تعميمها على الفئة المشابهة بصورة وقائية.