مستويات الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


مستويات الإرشاد النفسي

لا يوجد علم من العلوم قد نشأ من الفراغ، فلولا الحاجة الملحّة لما وجد هذا العلم وانتشر بتلك الصورة التي هو عليها اليوم، لقد كان الإرشاد النفسي ولا يزال علماً رائداً في مجالات علم النفس؛ كونه يهدف إلى معالجة الأشخاص الذين هم بأمسّ الحاجة إلى مختصين في مجال الإرشاد النفسي، فما هي أهم أهداف الإرشاد النفسي؟

المستويات الثلاث لأهداف الإرشاد النفسي:

إنّ الشخص المسترشد الذي يواجه مشكلة ما يأتي بمشكلة حقيقية أو حاجة ما وهو يتوقع الحلول المناسبة أو مجموعة من المشاكل التي لا بدّ من الوقوف عليها وحلّها من قبل المرشد النفسي، وكذلك فإنّ عمل المرشد الذي يعمل على علاج المشكلات لدى الآخرين، ينطوي على مجموعة من الأفكار والمهارات والقيم التي يعمل عليها من أجل إيجاد المشكلة والوقوف عليها، وبالتالي الوصول إلى عدد من النتائج الإيجابية، وهذا الأمر الذي يرغب طرفي العملية الإرشادية في الحصول عليه هو ما يسمّى هدف الإرشاد.

1. مستوى الأهداف العالمة وتشمل:

  • تسهيل العملية التي يتم من خلالها تغيير سلوك وأفكار ومشاعر المسترشد الذي يعاني من مشكلة نفسية ما.
  • تطوير قدرة المسترشد في التعامل مع المواقف الحرجة.
  • تحسين العلاقات الخاصة بالشخصية التي تتعلق بشخصية المسترشد.
  • زيادة مهارات التواصل وكيفية التعامل مع المواقف الحرجة.
  • العمل على ديمومة الطاقات الكامنة لدى المسترشدين.

2. مستوى الأهداف الخاصة- مستوى النتائج:

وهنا تفرض طبيعة المشكلة التي يأتي بها الشخص الذي يعاني من مشكلة نفسية ما نفسها على طبيعة الحدث، وكذلك طبيعة الشخص الذي يقوم بعملية الإرشاد هما من يحدّدان الأهداف الخاصة للشخص المسترشد، وهي التي تقوم على توجيه المرشد في اختيار الخطط الإرشادية التي تساعد على تحقيق العملية الإرشادية.

3. مستوى الأهداف الموجهة للمرشد:

هذه الأهداف يقوم المرشد على تحديدها بصورة مباشرة بناء على التوجهات النظرية التي يقوم على تبنيها في عمله، فإذا كان المرشد يقوم على اتباع العلاج التحليلي مثلاً فإنّ أهدافه تتركز على استحضار المواد المكتوبة من اللاشعور، ويقوم بتفسيرها للمسترشد ليتم إبصارها على أرض الواقع.

أهداف الإرشاد النفسي التي يجب تحقيقها بعد عملية الإرشاد:

إنّ أهداف عملية الإرشاد النفسي تتعدّد بتعدّد الاتجاهات الخاصة بالعملية الإرشادية، وهناك الكثير من الأهداف الضرورية التي لا بدّ من تحقيقها عقب كل عملية إرشاد، كما وأنّ بعض الأهداف الخاصة بعملية الإرشاد النفسي تكاد تكون خاصة بكل مسترشد حسب المشكلة التي يعاني منها ومدى توقعاته من العملية الإرشادية، وبشكل عام فإنّ الباحثين يتفقون بالرغم من اختلاف وجهات نظرهم على أنّ هناك أسباب رئيسية للإرشاد النفسي من أهمها:

تحقيق الذات:

إنّ الهدف الرئيسي لعملية الإرشاد النفسي هو وصول الشخص الذي يعاني من مشكلة نفسية ما إلى تحقيق ذاته وإيجادها بأفضل صورة كانت، وتحقيق الذات هو غاية كلّ واحد منا سواء كان يعاني من مشكلة نفسية أو مشكلة ما أو لا.

تحقيق التوافق: 

إنّ التوازن الذي يبحث عنه جميع أفراد المجتمع هو الغاية والمبتغى، وهذا التوافق لا بدّ وأن يقودنا إلى حالة نفسية معتدلة السلوك قادرة على الاندماج مع كافة فئات المجتمع على كافة المستويات الاجتماعية والنفسية والعملية والاقتصادية.

تحقيق الصحة النفسية:

لعلّ الصحّة النفسية هي المبتغى الذي نرغب في الحصول عليه بعد أن نحصل على الرعاية الصحّية اللازمة من الإرشاد النفسي، ولعلّ هذا الهدف هو الهدف الأكثر سموّاً من بين الأهداف التي لا بدّ وأن يتم تحقيقها من عملية الإرشاد النفسي، ولعلّ الوصول إلى الصحّة النفسية أمر يختلف إنجازه باختلاف مهارات المرشد وحالة المسترشد.

إنّ عملية الإرشاد النفسي هي عملية تكاملية ما بين طرفي العملية الإرشادية، وتختلف علمية الإرشاد باختلاف الهدف المنوي تحقيقه من علمية الإرشاد، ولعلّ العمر والمهارة وطريقة التفكير التي يتمّ اتباعها من قبل طرفي العملية الإرشادية تؤثر بصورة كبيرة على النتائج التي لا بدّ وأن تتحقّق، ولا يمكن أن نقوم بقياس العملية الإرشادية من خلال نسب مئوية دقيقة بصورة تامة، ولكن النتائج التي تظهر أمامنا كافية لتمييز النجاح في عملية الإرشاد النفسي من فشله، مما يضع على العاملين في جانب الإرشاد النفسي العديد من القيود والمتطلبات التي يجب أن يمتازوا بها، لتكون عملية الإرشاد النفسي أكثر نجاجاً وديمومة.


شارك المقالة: