يتميّز أطفال الروضة بالفضول تجاه العالم المحيط بهم، فعن طريق خبراتهم العمليّة فإنهم يَنمون ويتطوّرون، كما يُمكن أن تكون النشاطات الفنيّة التي يقومون بها فرصةً تعليميّة حيث يستطيعون من خلالها التفكير والتخطيط والابتكار، ويُعتبر استعمال الأطفال لوسائل الفن المختلفة وسيلة أساسية لتنمية مهاراتهم الأساسيّة، بالإضافة إلى تنمية قدرتهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم.
أهمية الخبرات الفنية لطفل الروضة
يعمل الفن على تعزيز النمو لدى الطفل، ويعمل أيضاً على تنمية الطفل من جميع النواحي المعرفيّة والاجتماعيّة والانفعاليّة والجسديّة.
ومن المعروف أنَّ النمو المعرفي لطفل الروضة يتم تنميته من خلال الاستكشاف والتجريب، وثمَّ الوصول إلى حلول للمشكلات، ويكون ذلك عن طريق استعمال الطفل للكثير من الأدوات والمعدّات، وأثناء هذه العملية فإنَّ الطفل يتعلّم مفاهيم جديدة مثل مفاهيم الأشكال والأحجام والألوان، كما يتعلم الطفل أثناء تعامله مع الأدوات والمعدات مهارات مهمه مثل مهارات القص واللّصق واللّف والتمزيق.
ويعمل الفن على تنمية الجانب الاجتماعي لدى الطفل كما يتعلم الأطفال كيفية تحمُّلهم للمسؤولية، فمثلاً يتعلم الأطفال بأنَّه يجب عليهم حماية ملابسهم من الاتّساخ عند ممارستهم التلوين والطلاء وذلك بارتدائهم المراييل الواقية، كما يتعلّم الأطفال التعاون والمشاركة مع الآخرين أثناء العمل، بالإضافة إلى تعلُّمهم احترام ملكيّة الآخرين.
وتعمل الخبرات الفنيّة أيضاً على تنمية وتطوير الجانب الانفعالي لدى الأطفال، وذلك عن طرق السماح للأطفال بأن يُعبّروا عن مشاعرهم، كما يتعلَّم الأطفال كيفيّة إيصال مشاعرهم للآخرين، فمثلاً عندما يقوم الطفل بالطَّرق على الطاولة أو الخربشة فهذا يعني أن هذا الطفل يُعبّر عن غضبه.
كما تعمل الخبرات الفنيّة على تنمية الجانب الجسدي لدى الطفل، وذلك عن طريق الحركات الجسديّة التي يستخدمها الطفل في عمليّة الرسم والتلوين، فهذه الحركات تعمل على تحسين المهارات الحركيّة لدى الطفل، فعندما يقوم الأطفال بتشكيل المعجون فإنَّهم يعملون على ضبط عضلات الأيدي، بالإضافة إلى تحقيق التآزر البصري الحركي، والذي يعمل بدوره على تنمية وتطوير الجوانب الأُخرى لدى الطفل.
أساليب توجيه الخبرات الفنية لأطفال الروضة
يجب على المعلم باعتباره المشرف على رعاية أطفال الروضة، أن يُقدّم لهم التوجيهات والإرشادات الفنيّة اللازمة، وأن يقوم على ملاحظة الأطفال بشكل مستمر؛ وذلك من أجل أن يَجد المعلم طرق وأساليب جديدة تساعد الأطفال في عمليّة توسيع الخبرات التعليميّة لديهم.
كما يجب على المعلم توفير المواد والأدوات الفنيّة التي تعمل على تشجيع الأطفال على التجريب والاستكشاف والإبداع، وتُعتبر عملية تقديم المساعدة للأطفال أثناء جلسات الفن أمراً في غاية الأهمية، وخصوصاً إذا تمَّ تقديم هذه المساعدة بشكل مناسب؛ وذلك لأنَّ الأطفال سوف يتقبَّلون هذه المساعدة، أمّا إذا قام المعلم بتقديم المساعدة بأسلوب غير ملائم كأن يقوم بالعمل بدلاً عن الطفل، فإنَّ الأطفال لن يتقبّلوا هذه المساعدة وقد تُسبب للطفل التوتر والانزعاج.
كما يجب على المعلم أن يعمل على تعزيز الاستقلاليَّة لدى الطفل، ففي بداية الجلسة الفنيَّة يجب أولاً أن يُخبِر المعلم الأطفال بالمواد والأدوات المتوافرة لتنفيذ النشاط الفني، بالإضافة إلى تقديم التشجيع اللازم لهم، وعندما يقوم المعلم بالتجوّل بين أطفال الروضة يجب عليه ملاحظة ما يفعلونه، ولكن دون أن يسألهم عما يعملونه، فقد يقوم الأطفال أولاً بتجربة هذه المواد قبل البدء بالعمل، كما أنَّ بعض الأطفال يفتقرون للمهارات اللغوية التي تُمكّنهم من شرح ما يقومون به، لذا فإنّ سؤالهم في هذه المرحلة قد يُعرّضهم للتوتر.
ويجب على المعلم أن يُقدِّم المدح والإطراء للأطفال، فهذا الإطراء والثناء يجعل الأطفال يحترمون أعمال بعضهم بعضاً، وفي نهاية الجلسة الفنيّة يجب أن يقوم المعلم بتعليق لوحات الأطفال على جدران الغرفة الصفيّة، فهذا يُشعرهم بأنَّ أعمالهم ذات قيمة.