ما أهمية القبول في نجاح العملية الإرشادية؟

اقرأ في هذا المقال


ما أهمية القبول في نجاح العملية الإرشادية؟

من السهل على المسترشد أن يجد أنه يعاني من مشكلة أو عدد من المشاكل الإرشادية التي يعتقد أنها بحاجة إلى العملية الإرشادية كجزء من علم الإرشاد النفسي، ولكن ما مدى قبول المسترشد لإجراءات وشروط العملية الإرشادية، وما مدى توافقه في طرح كلّ ما يملك من أفكار ومعلومات تخصّ حياته الخاصة، وكيف يمكن للمسترشد أن يقبل بالمرشد الذي قد لا يتوافق مع طبيعة تفكيره؟ كلّ هذه الأسئلة وأكثر هي من أساسيات معرفة نجاح العملية الإرشادية من فشلها.

كيف يتم تهيئة القبول لدى المسترشد لنجاح العملية الإرشادية؟

في بعض الأحيان لا تستمر العملية الإرشادية طويلاً، فقد تمتد إلى جلسة واحدة أو مقابلتين أو ثلاثة، وقد تستمر إلى نصف الطريق فقط، والسبب في ذلك عدم قدرة المرشد النفسي في تهيئة المسترشد لقبول العملية الإرشادية، فعندما ينتكس المسترشد ويرفض الاستمرار في العملية الإرشادية علينا أن نكون مدركين أن هناك مشكلة حقيقية قد حصلت في بداية الأمر، تتعلّق في عدم قدرة المرشد على إقناع صاحب المشكلة في العملية الإرشادية وقوانينها، وبالتالي البدء بعملية الإرشاد النفسي دون أن يتم وضع الشروط والأهداف الإرشادية بصورة واضحة للمسترشد.

القبول يتعلق بعلاقة المرشد بالمسترشد في العملية الإرشادية:

عندما يشعر المسترشد أن من يدير العملية الإرشادية ليس بالشخص الكفؤ، وقتها يبدأ بالرفض وعدم قبول المرشد ويبدأ بالتنصّل من الأسئلة والإجابات، ولا يقوم بطرح أفكاره ومعتقداته بصورة تتناسب وشروط العملية الإرشادية، وفي هذه الحالة تبدأ العملية الإرشادية بالانهيار وفقدان قيمتها وأهدافها الحقيقية، فالعملية الإرشادية الصحيحة تقوم على أساس من التوافق الفكري وبناء جسور الثقة فيما بين الطرفين، وهذه الثقة محفوفة بكثير من المفاجئات والعقبات التي لا بدّ للمرشد الجيّد أن يقوم بتخطيّها بنجاح.

عندما يتوافق المسترشد على القوانين والأسس التي يقوم عليها علم الإرشاد النفسي، يصبح من السهل تطبيق باقي إجراءات العملية الإرشادية، وعليه فإنّ القبول من شروط نجاح العملية الإرشادية وتعمل على تسريعها ومعالجتها بأفضل الوسائل الممكنة، وغير ذلك فسيضطر كلا الطرفين إلى التوقف طويلاً وتغيير الخطط الإرشادية بصورة متكرّرة، وقد لا يتمّ التوصل إلى النتائج الإيجابية التي تخدم العملية الإرشادية.


شارك المقالة: