لا تقلّ أهمية تعلّم لغة الجسد عن أهمية اللغة المنطوقة، حتّى أنّ العديد من الدراسات قد أثبتت أنّ لغة الجسد تكاد تكون أكثر إقناعاً وأقرب إلى الحقيقة من الكلام المنطوق، وفي عصرنا الحديث أصبح تعلّم لغة الجسد ضرورة ملحّة لا يمكن الاستغناء عنها، فهي من أساسيات ومواصفات القائد الناجح والتاجر والسياسي ومندوب المبيعات والأب والصديق، وهي لغة تسهّل علينا وعلى الآخرين فهم الحقائق كما هي لا كما يريدها البعض، فلغة الجسد لغة قديمة حديثة لا يمكننا الاستغناء عنها.
إيجابيات تعلم لغة الجسد:
لغة الجسد تعطينا الكثير من الإيجابيات التي يمكننا أن نلحظها في حياتنا فهي تعطينا المزيد من الثقة بالنفس، وتعمل على تحقيق أقصى درجات التأثير في الآخرين من خلال الحركات والإيماءات المستخدمة، بحيث توفّر الكثير من الوقت والجهد لفهم الآخرين والتعرّف عليهم وعلى تصرفاتهم، كما وتعتبر لغة الجسد لغة عالمية ليست حكراً على أحد ولا يمنع استخدامها في مناطق دون غيرها، وليس من الصعب تعلّمها، وتتشابه تقريباً في دلالاتها في كافة دول العالم، وتعتبر لغة الجسد من أبرز الوسائل المستخدمة لكشف الكذب والخداع في المعاملات التجارية والجرائم والقضايا التحقيقية.
لغة الجسد تحمل العديد من الدلالات:
تعتبر لغة الجسد لغة ذات مدلولات متنوّعة بحيث أنّه من الممكن أن يكون لعضو الجسم الواحد المئات من الدلالات المستخدمة في لغة الجسد، وتعتبر لغة الجسد لغة ذات معنى مجازي أكثر من الكلام المنطوق ويمكن استخدامها بغضّ النظر عن اللغة أو الثقافة أو المكان الذي يتواجد فيه، كما وتعزّز لغة الجسد من العلاقات الاجتماعية سواء في الحياة العامة أو الخاصة أو على المستوى الوظيفي، كما وتعتبر لغة الجسد من أبرز أدوات التفاوض والإقناع، وتكون التوجيهات والتعليمات من خلالها أبلغ أثراً.
الكلام المنطوق لغة تستخدم بين العقلاء والأصحّاء بدنياً، أمّا لغة الجسد فهي لغة يمكن استخدامها ما بين العقلاء الأصحاء وما بين الأشخاص من ذوي الإعاقة، حيث تعتبر لغة الإشارة التي تعبّر عن لغة جسد صامتة من أبرز الحلول التي يتمّ تداولها حديثاً من أجل دمج فئة الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع ووضعهم بصورة الأحداث التي تدور، حيث انّ لغة الجسد أصبحت تقتسم القيمة بل وتزيد عن أهمية الكلام المنطوق.