ينقسم المجتمع إلى مجموعات تنعم بالصحّة والعافية وأخرى تعاني من بعض الإعاقات على الصعيد الجسمي أو العقلي، ولكن في طبيعة الحال فإنّ الإنسانية التي جمعتنا لا تفرّقنا بسبب إعاقة ما، فمن الوحشية أن نقوم بنبذ هؤلاء الفئة من الأشخاص واستثنائهم من المجتمعات بأبشع صور الإنسانية، ولعلّ علم الإرشاد النفسي جعل لهذه الفئة نصيب من هذا العلم وخصّص لهم باباً كبيراً يقوم على مبدأ الإنسانية والاندماج المجتمعي بأبهى صور الكمال.
ما الأمور التي يقدمها الإرشاد النفسي لذوي الحاجات الخاصة
إنّ الإعاقات تختلف باختلاف نوع الإعاقة ومدى تأثيرها على الأطفال خصوصاً في مراحله الأولى، وعندما يبدأ الطفل بالوعي ويرى أن من حوله يعاملونه بطريقة مختلفة، يبدأ عامل القلق والحزن والاضطراب النفسي بالظهور عليه مشكّلاً عوائق لا يمكن التعامل معها إلا من قبل مرشدين نفسيين متخصّصين في هذا المجال، لنجد أنّ العديد من الآباء والأمهات يقومون بعرض أطفالهم الذين يعانون من إعاقات سمعية أو بصرة أو تتعلّق بالنطق أو إعاقات جسديه على مرشدين نفسيين في محاولة منهم لدمجهم بالمجتمع بطريقة سليمة.
يمكن للمرشد النفسي أن يقدّم للمسترشدين وخاصة الأطفال منهم العديد من الأمور التي تساعدهم في التخفيف من ألم الصدمة التي يعانونها، ولعلّ أبرز هذه الأمور هو تعزيز ثقتهم بأنفسهم ودمجهم مع الآخرين بطريقة سلسة لا يشعرون من خلالها بالشفقة أو الحاجة إلى التعامل بطريقة خاصة، حيث أنّ الخطّة الإرشادية التي يستخدمها المرشد في التعامل مع هذه الفئة يمكن وصفها بالخطّة الذكّية الحذرة التي لا تحتمل الخطأ، لأنّ مجرد شعور المسترشد الذي يعاني من إعاقة ما بالخصوصية قد يؤدي إلى انتكاسات نفسية حادّة لديه تجعل منه شخص سلبي لا يمكن توقّع تصرفاته.
يقوم الإرشاد النفسي على محاولة دمج هذه الفئة من الآخرين وتعليمهم طرق الحياة وكيفية التواصل والتفاعل مع ذويهم ومع أصدقائهم، ويتم التعامل معهم وفقاً لأسس الإرشاد النفسي التي ترفض العمل بعيداً عن مبدأ الإنسانية ومساعدة الآخرين، لنجد في نهاية الأمر أن العديد من المسترشدين الذين يعانون من إعاقات مختلفة يمكن أن يتمّ دمجهم في المجتمع، وتخليصهم من عوامل الخوف والعزلة التي كانوا يعيشونها في السابق.