ما العلاقة ما بين التفكير والشخصية؟

اقرأ في هذا المقال


لا شكّ أن العلاقة ما بين طريقة تفكيرناوشخصيتنا علاقة توافقية، فالطريقة التي نفكّر بها تحدّد بشكل كبير طبيعة شخصيتنا، حيث كان للدروس التي تعلمناها عن التفكير في الأيام الأولى من حياتنا قيمة كبرى، فقد ساعدتنا على فهم قدرات العقل وكيفية التفكير بمستوى راقٍ.

هل يتحدّد نمط تكوين الشخصية بطريقة التفكير؟

لقد أكسبتنا الدروس الأولى في حياتنا مغزى أعمق بعد ذلك بسنوات، حينما بدأنا في فهم العلاقة ما بين التفكير والشخصية بشكل أوضح، فنمط تكوين الشخصية يتحدّد بطريقة التفكير التي نقوم عليها، فإن كانت طريقة تفكيرنا إيجابية تتطلّع إلى المستقل، فستنتج عن ذلك شخصية طموحة، وإن كانت طريقة التفكير خجولة لا ترغب في التقدّم فستخرج شخصية اتكالية تميل إلى الانعزال والفشل.

الأفكار هي التي تشكل شخصيتنا ومصيرنا:

يعتقد الكثيرون بأن التعليم الجامعي هو كلّ شيء، إلا أنها ليست سوى البداية فقط، فكلما تعمقنا في قراءة ما كتبه الحكماء على مر التاريخ، فهمنا أكثر أهمية تنمية اﻷفكار، فالأفكار هي التي تشكل شخصياتنا ومن ثم مصيرنا،” فن التفكير هو أعظم الفنون، فيعرف المفكر أن ما فيه اليوم هو نتاج أفكاره وأنه يبني مستقبله وفقاً لنوعية ما يفكّر فيه” “ويلفريد بيترسون”.

نحن نتاج ما نفكّر فيه:

“نحن نتاج ما نفكر فيه، فعقولنا هي التي تقود دفّة حياتنا” “نايتنجيل”، تعتبر هذه المقولة من أبرز المقولات التي تعبّر عن شخصياتنا، وهي دليل على أن عقلونا هي التي تتحكّم في حياتنا بشكل أساسي، كما وأن المدارس التي تلقينا فيها تعليمنا كانت تعلمنا الحفظ والتلقين ليس أكثر، وهذا أمر خاطئ بالنظر إلى تفكير المتقدمين، فأسلوب التفكير هو الذي يخرجنا من أزمة اللاوعي التي تعيشها الكثير من المجتمعات.

إنّ مهارات التفكير أمر أساسي يجب إعادة النظر فيه في الكثير من المناهج التي ننشأ عليها حديثاً، كما ويجب أن نهتم في المواد والمقالات التي تعنى بالتفكير، كون التفكير هو المنطلق والأساس لتكوين الشخصية على المستوى الفردي، وإذا كانت الشخصية على المستوى الفردي جيّدة بما فيه الكفاية، ستكون جيّدة أيضاً على المستوى الجماعي مما ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل.

الكثير من الأشخاص المستهترين في عملية تطوير وإنضاج العقول يصلون إلى مرحلة الإيمان بالحظ والنصيب، وأنّ ما يحصل معنا أمر خارج عن إرادتنا وهذا بالطبع أمر غير صحيح وغير منطقي، فالتفكير الإبداعي هو أمر يتعلّق بنا بشكل شخصي ولا علاقة للحظ أو للقوى الخارجية بذلك.


شارك المقالة: