إن التطوّر الروحاني والسلام الداخلي هو النموذج الأعلى واﻷهم للتنمية الذاتية، التي يمكن أن يسعى إليها الشخص الذي يسعى إلى النجاح، وإذا ما تفهمناها بصورة صحيحة، فسنجد أنّ التطوّر الروحاني هو الطريق إلى السلام والرخاء والسعادة والتنمية الشخصية.
من هو المسيطر والمحرّك الرئيسي للجنس البشري؟
في إحدى الكتب التي قدّمها “أرسطو” الذي يعدّ أحد أهم وأفضل المفكرين في التاريخ عن الجنس البشري، حيث بدأ أرسطو في كتابه بملاحظة أنّ المسيطر والمحرّك الرئيسي للجنس البشري هو الرغبة في أن يكون سعيداً، ولقد توصّل إلى أنّ قضية كيفية تحقيق السعادة، من القضايا الرئيسية بالنسبة للبشرية.
إنّ كل الأفعال البشرية تحدث نتيجة الشعور بعدم الرضا بشكل أو بآخر، فبدون هذا الشعور بعدم الرضا، لن يحدث أي إجراء أو نجاح حقيقي، وسنبقى راضين ساكنين عن الحال التي نحن عليها.
تبدأ القوى الدافعة الأولية للتصرفات البشرية، في الشعور بعدم الرضا وعدم الارتياح وفقدان السعادة، عندما نشعر بأنّ هناك حالاً أفضل يمكن أن نتخلّص خلالها من حالة عدم الرضا أو قلّة السعادة هذه، نتصرّف بعد ذلك من أجل تحقيق الهدف، وسيكون هذا الإجراء إما ناجحاً أو غير ناجح، ولكنّ السلوك الإنساني كلّه يهدف إلى تحقيق مستوى أعلى من السعادة، أكثر من تلك الموجودة حالياً.