ما الفرق بين التعاطف مع الذات والتعاطف مع الآخرين؟

اقرأ في هذا المقال


تعاطفنا مع ذاتنا لا يختلف في جوهره كثيراً عن قيامنا بالتعاطف مع باقي الناس، ولكي نكون متعاطفين مع الآخرين علينا أولاً أن نلاحظ أنهم يُعانون وأن التعاطف يحتوي على الإحساس بالضيق بسبب معاناة الآخرين، مما سيجعلنا نشعر بالرغبة في مساعدة ذلك الشخص بطريقة ما، كما ويعني التعاطف أيضاً تعاملنا مع الآخرين بتفهّم ولطف عندما يفشلون أو يرتكبون الأخطاء، بدلاً من الحكم عليهم بقسوة، وهذا يعني أن ندرك أن المعاناة والفشل والعيوب هي جزء مُشترك من التجربة الإنسانية .

التعاطف مع الذات:

يتضمن تعاطفنا مع ذاتنا التصرف بنفس الطريقة عندما نواجه وقتاً عصيباً أو عندما نفشل أو نلاحظ شيئاً لا نحبه في أنفسنا، وذلك بدلاً من مجرد تجاهل ألمنا، وبدلاً من الحكم على أنفسنا بلا رحمة وانتقادها بسبب ما فيها من قصور أو عيوب، علينا أن نتعاطف مع أنفسنا وأن نعاملها بلطف وتفهّم عندما نواجه إخفاقات شخصية، إن التعاطف مع أنفسنا يعني أننا نحترم ونتقبل إنسانيتنا، فلن تسير الأمور دائماً بالطريقة التي نريدها، وسنواجه إحباطات وستحدث خسائر وسوف نرتكب الأخطاء، وفي هذه الحالة، كلما كنا أكثر وعياً بهذا الواقع ومُتقبلين له، بدلاً من محاربته باستمرار، زادت قدرتنا على الشعور بالرحمة والتعاطف تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين. 

يتضمن التعاطف مع الذات ثلاثة عناصر رئيسية:

 أولاً: التلطف مع الذات بدلاً من الحكم عليها:

حيث يتوجّب علينا أن نكون لطفاء تجاه أنفسنا عندما نجد مصاعب أو نشعر بالفشل أو بالنقص، بدلاً من تجاهل ألمنا، فالأشخاص المُتعاطفون مع ذاتهم يدركون أن عدم النجاح والفشل ومصاعب الحياة أمر لا مفر منه، لذلك فهم يرغبون في أن يكونوا لطفاء مع أنفسهم عندما يواجهون تجارب مؤلمة، بدلاً من أن يغضبوا عندما تسير الأمور على عكس ما يرغبون، إذ لا يمكن للناس دائماً أن يكونوا أو يحصلوا على ما يريدون بالضبط، فعندما يتم إنكار هذا الواقع أو محاربته تزداد المعاناة في شكل إجهاد وإحباط وانتقاد ذاتي، وعندما يتم قبول هذا الواقع مع التعاطف واللطف مع الذات، سيتم تحقيق قدر أكبر من الاتزان العاطفي.

 ثانياً: الإنسانية المُشتركة بدلاً من العزلة:

غالباً ما يصاحب الإحباط بالذي نشعر به سبب عدم حدوث الأشياء كما نريد، شعور غير منطقي بأننا الوحيدون الذين نعاني أو نرتكب الأخطاء، وذلك ليس صحيحياً، فكل البشر يعانون، وينطوي التعاطف مع الذات على إدراك أن المعاناة والقصور جزء من التجربة الإنسانية المُشتركة، هو شيء نمر به جميعاً وليس شيئاً يحدث لنا وحدنا.

 ثالثاً: اتباع أسلوب يتوافق مع مشاعرنا السلبية:

يتطلب تعاطفنا مع ذاتنا كذلك اتباع أسلوب يتوافق بشكل منطقي مع مشاعرنا السلبية، حتى لا يتم استفزاز تلك المشاعر أو المبالغة فيها، إذ يجب علينا أن نراقب أفكارنا وعواطفنا السلبية بوضوح، بحيث يتم إدراكهم بوعينا التام، بحيث نلاحظ الأفكار والمشاعر كما هي، دون محاولة قمعها أو إنكارها، وبدون المبالغة في تحديدها كي لا ننشغل في تفاعلاتها السلبية.


شارك المقالة: